Christopher Bigspy ، وتيرنس هوكس
Terence Hawkes
في مؤتمر كيمبريدج عن الكاتب المعاصر الذي شاركت فيه عام 1987م. وسر ارتباط المسرحية بهذا الاتجاه أنها تعلي «فضائل الحياة الرومانية» - أي قيم الإخلاص والشجاعة والثبات والتضحية، والفلسفة الرواقية، وجوهرها احتمال البأساء والضراء ومواجهة الشدائد في سبيل المبدأ بقلب لا يعرف الوجل - بل وتعلي بعض قيم الفلسفة الأبيقورية، وأهمها أن يمسك الإنسان زمام قدره بيده، وأن يعزف عن الخرافات وترهات العجائز والمنجمين، وكلها من القيم والمثل التي رأى دعاة الإمبراطورية والاستعمار ضرورة نشرها وترسيخها.
ولا شك أن تدريس «القيم الرومانية» كان يتمشى مع اتجاه الفكر البريطاني بصفة عامة في تلك الحقبة، وبالتحديد منذ 1888م تاريخ بداية الدعوة إلى «المثال الروماني في الحياة» على يد رجل من كبار رجال التربية والتعليم كان قد خلف الناقد والشاعر الأشهر ماثيو أرنولد
Matthew Arnold (الذي توفي في ذلك العام) في وظيفة كبير مفتشي اللغة الإنجليزية، وقد أدت الخلفية الفكرية للاتجاه النقدي إلى ربط المسرحية بالتاريخ الروماني، إلى كثير من المناهج المألوفة في تناولها، مثل الحديث عن كل شخصية على حدة باعتبارها شخصية تاريخية أولا وشخصية في المسرحية ثانيا، وإلى دراسة لغة المسرحية وصورها الفنية باعتبارهما نماذج للغة الرفيعة، لغة الخطابة، ولغة السياسة؛ أي لغة الخطاب العام لا لغة الصراع الدرامي. ومن ثم أصبح من المألوف اقتطاع فقرات كاملة من الخطب التي تلقيها بعض الشخصيات لتدريسها في مناهج اللغة الإنجليزية، أو لترجمتها إلى اللغة اللاتينية، باعتبارها نماذج للبلاغة القديمة، وهي بلاغة شكلية محضة ، بل هي في نظر النقد الحديث مذمومة؛ لأنها تفتقر إلى نبض الحياة الذي يجعل من القائل إنسانا من لحم ودم، لا مجرد متكلم أو خطيب.
وقد رصد الأستاذ «لينارد دين»
Leonard F. Dean
في مقال نشره في أكتوبر 1961م في مجلة
The English Journal
تغير النظرة إلى المسرحية في هذا القرن، من الحماس الشديد للقيم الرومانية الذي يتضح في كتاب «السير منجو. و. ماكلم»
Page inconnue