Les efforts théâtraux de Qabbani en Égypte
جهود القباني المسرحية في مصر
Genres
مسرحية «الأمير محمود نجل شاه العجم» - كما جاء عنوانها على غلاف النص المطبوع - تدور حول الأمير محمود، الذي أحب فتاة مرسومة على ورق ممدود، فعقد العزم على السفر في أرجاء المعمورة بحثا عن صاحبة الصورة، فيصل الهند ليجد جيوش أبيه تقف لها بالند تحاول غزوها، فيتدخل لإنقاذ مليكها، فيحاول ملك الهند رد الجميل بجميل أفضل من الجميل في مساعدته على إيجاد صاحبة الصورة، وذلك بتعليقها معروضة على باب حمام الغرباء، ليراها كل قادم من الأنحاء، لعله يتعرف على صاحبتها الحسناء، وبعد وقت ليس بالقصير يرى الصورة شاب فقير، فيغمى عليه في الحال، بعد أن ظهر السر المحال؛ فهو كان يحب هذه الفتاة منذ حين، فهي ابنة ملك الصين، تدعى زهر الرياض، ولكن والدها أبعده عن البلاد، وبذلك عرف الأمير محمود مكان الأميرة المقصود، فرحل إليها وهو نشوان، ليجدها مقيدة بحبائل شيطان، فيستعين بقدرته السحرية على إنقاذ أميرته الصينية، فيقتل الشيطان، ويبتهج الخلان، ويفوز بالأميرة المصونة، صاحبة الصورة الميمونة.
107
ومن الجائز أن تكون مسرحية «الأمير محمود» أول مسرحية يؤلفها القباني وهو في مصر؛ حيث إن المسرحيات السابقة جاء بها من سورية مؤلفة - أو مكتوبة - ضمن استعداداته في تجهيز فرقته قبل قدومها إلى مصر؛ لأنه بدأ التمثيل منذ يوم وصوله، وظل يمثل كل يوم مسرحية جديدة لمدة أسبوع، ولكن «الأمير محمود» عرضها بعد أسبوعين من وصوله، وبعد أن أعاد مسرحياته السابقة لمدة أسبوع بعد عرضها الأول؛ مما يعني أن «الأمير محمود» لو كانت ضمن رصيد الفرقة الدرامي لكان عرضها ضمن مسرحياته في الأسبوع الأول أو في الأسبوع الثاني بدلا من إعادة مسرحيات سبق عرضها من قبل.
ومما يعضد هذا الرأي أن هذه المسرحيات كانت الأرقى أدبيا وفنيا من سابقاتها، وهذا الرقي يتناسب مع خبرة القباني بجمهوره المسرحي الذي اكتسبها في هذين الأسبوعين؛ حيث شعر بأن الجمهور يميل إلى قصص الغرام المستوحاة من التراث العربي، مستمتعا بما فيها من أشعار وألحان وموسيقى، فاستغل هذا الميل لصالح رسالته بصورة أدبية، فألف موضوعا تبنى فيه فكرة الحب العفيف، والحث على عدم الاستسلام، ووصول الإنسان إلى مبتغاه بالجد والعمل، ومحاربة الظلم والقهر في صورة الشيطان. وهذه الأمور في مجملها تخدم رسالته، وتحقق هدفه في ظل إحياء التراث.
أما الرقي الفني المقصود في هذه المسرحية، فقد تمثل في قدرة القباني على تطويع أدوات منهج رسالته؛ حيث زخرف موضوعه بأشعاره الجيدة المناسبة للسياق الدرامي، مقلا في اقتباسه من الآخرين؛ حيث اقتبس أربعة عشر بيتا من أشعار: ابن حزم الأندلسي، وأبي العتاهية، وابن قلاقس، وقيس بن الملوح، وهدبة بن الخشرم، وأبي الشمقمق، وأبي فراس الحمداني، وأمين الجندي، مقابل نظمه 175 بيتا من تأليفه.
ومن أمثلة الأشعار المقتبسة: قول ابن حزم الأندلسي:
108
يا ليت شعري من كانت وكيف سرت
أطلعة الشمس كانت أم أبي هي القمر
أظنه العقل أبداها تدبره
Page inconnue