يصعب علينا أن نسميها شيئا من الأشياء يتأتى لنا أن نشير إليه كما نشير إلى كل شيء نراه أو نحصره.
مسافة من الفلك تدور فيها الأرض حول نفسها، وليست هي بالمسافة الثابتة التي تعود إلى مكانها في مجرى المنظومة الشمسية من أجواز الفضاء!
شيء أو لا شيء ...
ولكنه على ذلك اسم لا بد منه لمن يذكر التاريخ، ولمن يعمل في ساعته الحاضرة، ولمن ينظر إلى المستقبل ويقرر له المواعيد والمواقيت.
والاسم في اللغة هو الذي استطاع أن يصطاد للعقل هذه المسافة المجهولة من الفضاء الأبدي ويعطيها الدلالة التي لا غنى عنها.
ولكنها ليست بالدلالة الوحيدة التي لا غنى عنها.
كل ما تدل عليه اللغة لا غنى عنه للإنسان، ومنه هذه المحسوسات التي نلمسها ونراها بالعين، كالطريق والمركبة والكرسي والإناء، فإننا نجرب الاستغناء عن اللغة يوما ونحاول أن نتفاهم عليها وهي غائبة عنا لا نستطيع أن نشير إليها.
لا سبيل!
وصدق القرآن الكريم، كل علم هو علم الأسماء، والله علم آدم الأسماء كلها؛ لأنها هي العلم الإنساني من مبدئه إلى منتهاه.
إلا أنه علم الإنسان.
Page inconnue