وفي مطلع هذا القرن كان الأسطول الإنجليزي يكون وحده حوالي 55٪ من مجموع حمولة الأساطيل التجارية في العالم، ولكن اتجاه الدول الصناعية الحديثة إلى التجارة الدولية قد أدى بدوره إلى اهتمام كبير من جانب دول عدة - على رأسها النرويج، واليابان، والولايات المتحدة - بتدعيم أساطيلها التجارية، وقد ترتب على ذلك أن نقص تفوق الأسطول الإنجليزي في خلال ال 15 سنة الأولى من هذا القرن بالنسبة إلى حمولة الأسطول العالمي؛ ففي بداية الحرب العالمية الأولى (1914) أصبح الأسطول البريطاني يشكل نحو 45٪ فقط من حمولة الأساطيل العالمية.
وظلت الدول المختلفة تنمي أساطيلها التجارية بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وخاصة إيطاليا وألمانيا والسويد وغيرها من الدول، وذلك بالإضافة إلى الاتحاد السوفييتي. وترتب على نمو حمولة الأسطول العالمي هبوط شديد في حمولة الأسطول الإنجليزي، فبلغت حوالي 25٪ فقط في نهاية الربع الأول من هذا القرن. وقد هبطت بعد ذلك نسبة حمولة الأسطول الإنجليزي إلى حوالي 12٪ من مجموع حمولة الأسطول العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتدل الأرقام والإحصاءات على أن حمولة الأسطول العالمي كانت قد بلغت 49 مليون طن عام 1914، وظلت ترتفع بعد ذلك، وإن انتابها انخفاض جزئي خلال الأزمات والحروب (أزمة 1929 على وجه الخصوص). وفي 1948 بلغت حمولة الأسطول العالمي حوالي 80 مليون طن، وفي 1955 ارتفعت إلى مائة مليون طن، وفي 1960 وصلت الحمولة إلى 130 مليون طن، وزادت في 1965 إلى 155 مليون طن، وفي 1967 إلى 182 مليون طن، وأخيرا بلغت الحمولة 227,5 مليون طن في منتصف 1970.
وبعبارة أخرى فإن الأسطول التجاري العالمي قد تضاعف أكثر من أربع مرات ونصف في خلال نصف قرن (1914-1970)، وهذا التقدم المذهل في الحمولة يعبر عن - ويعكس بوضوح - موضوعين أساسيين:
الأول:
نمو التجارة العالمية نموا هائلا خلال نصف القرن الذي يبدأ من نهاية الحرب العالمية الأولى.
والثاني:
نمو أساطيل الدول المختلفة لكي تستطيع أن تسهم في نقل تجارتها أو الإفادة من الأرباح التي تجنيها عمليات النقل البحري العالمي (كالنرويج وهولندا والسويد).
وتترتب الدول فيما بينها على أساس حمولة أسطولها التجاري على النحو الذي يعطيه الجدول التالي:
جدول 4-2: حمولة الأساطيل التجارية القومية التي تزيد عن 3 ملايين طن.
Page inconnue