Géographie politique et géopolitique

Mohammed Riyad d. 1450 AH
188

Géographie politique et géopolitique

الأصول العامة في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا: مع دراسة تطبيقية على الشرق الأوسط

Genres

وبرغم ذلك فإن الكتابات المختلفة تكاد تجمع في الوقت الراهن على استخدام مصطلح الشرق الأوسط كبديل للمصطلحات السابقة، ففي الإنجليزية والفرنسية والعربية، وفي تصنيفات الأمم المتحدة، وفي كثير من الكتب السنوية التي تعالج أقاليم معينة، يتردد اسم الشرق الأوسط على أنه الإقليم الذي يشتمل على الدول الممتدة من إيران إلى مصر ومن تركيا إلى اليمن، وقد يضيف كاتب أو هيئة ليبيا والسودان أو إحداهما، أو برقة وشمال السودان فقط،

1

وبذلك يقتصر الشرق الأوسط على مجموعة دول غرب آسيا بإضافة مصر - والسودان وليبيا في بعض الأحيان - وتخرج اليونان، برغم أنها حضاريا (= طرق المعيشة وكثير من العادات والنشاط الاقتصادي) تشبه إقليم الشرق الأوسط.

المقومات الرئيسية في بناء الشرق الأوسط

سواء كان هذا التصنيف أو ذاك، فإن هناك سمات وصفات طبيعية وبشرية معينة تشترك فيها معظم المنطقة المعينة، وعلى رأس هذه الصفات الرئيسية ما يلي: (1)

المناخ الجاف وشبه الجاف الذي يسيطر على الإقليم، وله آثار واضحة في نمط الزراعة ومحاصيلها ووسائلها، وتكنيك تطويرها وتحسينها، وهذا النوع من المناخ قد ساهم بصورة رئيسية - إلى جانب الأنهار دائمة الجريان، ومعظمها قادم من خارج المنطقة - في تحديد مناطق العمران والمساحات الزراعية أو القابلة للزراعة والاستخدام السكني، وهو بذلك يشكل نقط القوة أو الضعف في التركيب الاستراتيجي لدول الشرق الأوسط. (2)

عمران كثيف ومستقر في (أ) الواحات ومناطق ينابيع المياه الباطنية. (ب) على طول الوديان النهرية الطويلة والقصيرة، الدائمة الجريان أو غير المنتظمة في جريان مياهها. (ج) في السهول الساحلية الضيقة الممطرة.

2 (د) في المرتفعات والهضاب التي تستقبل كميات لا بأس بها من الأمطار.

3

وفي مقابل ذلك نجد نمط السكن المتخلخل المتنقل في البوادي والجبال التي تحتل مساحات شاسعة داخل الشرق الأوسط، ويجب أن نلاحظ أن مقومات السكن الكثيف المستقر - الواحات، الأنهار، السواحل والهضاب المطيرة - غير منتظمة التوزيع جغرافيا في داخل الشرق الأوسط ككل، وكذلك غير منتظمة التوزيع داخل كل دولة من دول المنطقة، وقد ترتب على ذلك توزيع سكاني وعمراني غير متعادل بالمرة، ويبرز دول الشرق الأوسط، من بين غالبية دول العالم، بنمط فريد لا نظير له في كافة مجالات العمران والنشاط الاقتصادي، وفي تكوين مراكز الثقل والاستقطاب في تركيب دول المنطقة. (3)

Page inconnue