Géographie économique et géographie de la production biologique
الجغرافيا الاقتصادية وجغرافية الإنتاج الحيوي
Genres
وما زالت أسماك المياه العذبة تكون جانبا هاما في إنتاج الأسماك العالمية، ولكن في الوقت الحاضر اتجهت الدول - نتيجة للدراسات - إلى ما يسمى بمزارع الأسماك، وهي تعنى بتربية الأسماك في بحيرات صناعية، ومراقبة نموها، وتوفير غذائها، وكل ذلك على أساس أساليب علمية لها نتائج على أكبر جانب من الأهمية بعد انتشارها في كثير من دول العالم.
وكما سبق أن قلنا : فإن تعدد نواحي النشاط المرتبط بمصادر المياه العذبة يجعل هناك استحالة معالجتها كوحدة كاملة إلا بارتباطها بموضوع هذا النشاط؛ فمثلا لا يمكن معالجة أهمية الأنهار في الزراعة إلا مع النشاط الزراعي، أو أهمية الأنهار كمصدر للطاقة إلا بالارتباط بمصادر الطاقة العالمية الأخرى لبيان تناسبها مع المصادر الأخرى.
وكذلك؛ فإن أهمية الأنهار كمصدر للأسماك يجب أن تعالج ضمن نشاط صيد الأسماك البحرية والنهرية معا أو معالجتها مع موضوع النقل باعتبار الأنهار وسائل للنقل الداخلي، وهذا هو بالضبط ما سنفعله.
أما الموارد البحرية فهي في الوقت الحاضر أقل تعددا في صور استغلالها من مصادر المياه العذبة؛ فإن كان كلاهما يستغلان في النقل وصيد الأسماك؛ فإن هناك أوجها أخرى من صور استغلال البحر ما زالت قيد البحث؛ فمثلا استغلال طاقة المد والجزر أو استغلال التيارات البحرية وما تنطوي عليه من اختلاف في درجات حرارة المياه، أو الاستفادة من قوة الأمواج كمصدر للطاقة، وأخيرا الاستفادة من البحر في صورة زراعة أنواع من الطحالب المعينة التي يعدنا العلم بتحويلها إلى خمائر قد تساعد على حل مشكلة الغذاء للسكان المتزايدين في العالم.
كل هذه صور من أوجه استغلال البحر ما زالت قيد البحث العلمي، وبعضها تعدى ذلك إلى المرحلة التجريبية مما قد يطمئن الإنسان على أن ذلك المسطح المائي الشاسع من سطح الكرة الأرضية (المحيط يشغل 71٪ من سطح الكرة الأرضية) قد يكون ذا فائدة أو قد يكون احتياطيا ضخما للإنسان بحاجياته المتعددة المتزايدة.
وفوق كل هذه الاحتمالات؛ فإن هناك وجها آخر من أوجه الاستفادة من البحر تنتظره المناطق الجافة من العالم بفارغ الصبر؛ ذلك هو تحويل الماء المالح إلى ماء عذب بواسطة الطاقة، وهو ما يعرف باسم تحلية مياه البحر.
لن يحقق هذا المشروع مصدرا لمياه الشرب في الصحارى فقط، بل إن إنتاج الماء العذب على صورة تجارية من البحر قد يساعد على زيادة رقعة الزراعة في المناطق الصحراوية غير البعيدة عن مسطحات البحار، وإن كانت تكلفة ذلك ما زالت عالية بحيث يرتفع سعر الماء كثيرا . (2) صيد الأسماك
حتى الآن ما زال النقل وصيد الأسماك هما أهم أوجه استغلال البحر، أما الأسماك فتكون مصدرا من مصادر الغذاء؛ لقد تضاعف إنتاج الأسماك منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية؛ ففي عام 1938 كان مجموع إنتاج الأسماك العالمي 20 مليون طن متري
1
زاد 44,8 مليون طن متري عام 1964، وقفز إلى 101 مليونا عام 1993،
Page inconnue