Anciens et Modernes : études, critiques et discussions
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
Genres
أية كلمة تفي بالثناء الواجب لبنك مصر، فتشت فما وجدت إلا كلاما مبتذلا، فلو كلنا المدح بالمد لمن حقق آمالنا لقصرنا، فخير من المدح تمنيات قلبية لهذه المؤسسة، وحث كل عربي ليجعلها بيت ماله فيستثمره ويفيد أمته، فهي رافعة رأس العرب، إن شاء الله.
كنا نحس ألما حين نقرأ في صحف الغرب عن الجوائز الأدبية التي جلت صدأ العقول، وفتحت للإنتاج الفكري أبوابا، فعقد القوم لكل لون من الأدب جوائز، أما نحن فكنا نلهو بالتفاهة، كأن الأدب سباق أطيفال يجريهم فكه في المضمار، وللمجلي كرة أو ليمونة.
فكرنا منذ أشهر بخلق جائزة ولو زهيدة، وطرقنا باب كثيرين فعدنا من عندهم نردد قول الحطيئة:
لقد مريتكم لو أن درتكم
يوما يجيء بها مسحي وإبساسي
لم يخطر على بالنا أن نقرع باب «بنك»، لعلمنا أن صناديق البنوك حديدية، وليقيننا أنها لا تعنى إلا ب «من وإلى»، حتى طلع علينا بنك مصر بهذه الأريحية، ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
نعم إن الجائزة للكتاب المصريين، كما يدل ما قرأت، والموضوعات أيضا قصص مصرية محضة، فنحن لا يعنينا من يأخذ المال، فسواء أعندنا مصريا كان أم عراقيا أم مراكشيا، ما دام اللسان عربيا، فكل ما نحلم به ونصبو إليه أن تربو ثروة الأدب العربي ويرزق مولودا جديدا ولو أنثى.
وإن كان لي ما أقول في هذا الصدد، فرجاء إلى طلعت حرب باشا ألا تكون لغة «الحوار»؛ لأن القصص تفقد طرافتها متى عرضت في الأقطار العربية التي لا تفهم اللسان المصري العامي، على ظرافته وحسن جرسه، فكم كنت أتألم - لا لشيء إلا لأني لم أفهم - حين أسمع حديثا تنطق به أشباح السينما المصرية.
أما الذين هززناهم للجائزة الصغيرة وظلوا جامدين كالصنم فليعذرونا، ظننا بهم خيرا فأزعجناهم، وما علمنا أنهم لا ينفقون مالهم إلا على جاه باطل، وصيت زيف، على موائد خضر، ودفاتر غير دفاترنا السوداء.
نحن لم نكلفهم أريحية بنك مصر، فليتهم أرونا عذرهم ولم يرونا بخلهم، ما طلبنا منهم إلا فلس الأرملة لأدبنا اليتيم، فكنا من المفلسين، والسادة معذورون؛ لأنهم لم يتعودوا الإنفاق على الأدب.
Page inconnue