نكون مثل أحمد بن حنبل، لا والله لا نقدر على أحمد ولا على طريق أحمد ".
وعندما قيل لبشر بن الحارث يوم ضرب الإمام أحمد: " قد وجب عليك أن تتكلم! قال: تريدون مني مقام الأنبياء؟! ليس هذا عندي. حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه ". وقال ﵀ بعدما ضرب أحمد: "لقد أدخل الكير فخرج ذهبة حمراء".
وما أجمل ما قاله الإمام علي بن المديني واصفا ثبات أحمد: "أيد الله هذا الدين برجلين لا ثالث لهما: أبو بكر الصديق يوم الردة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة".
آثار الإمام أحمد:
كان الإمام أحمد رحمه الله تعالى لشدة ورعه وتمسكه بالأثر، يكره تدوين الكتب؛ لأنه يريد من الناس أن يعتمدوا على ذلك المعين الصافي، والمنهل العذب الذي: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (١) (سورة فصلت آية ٤٢).
كما يعتمدوا على سنة المصطفى ﷺ، قال تعالى:
﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾ (٢) ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ (٣) (سورة النجم آية ٣ و٤).
وقد قال الرسول ﷺ: «إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به،
(١) سورة فصلت الآية ٤٢
(٢) سورة النجم الآية ٣
(٣) سورة النجم الآية ٤
25 / 247