Le général Yacoub et le chevalier Lascaris : et le projet d'indépendance de l'Égypte en 1801
الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس: ومشروع استقلال مصر في سنة ١٨٠١
Genres
كذلك ترك الوالي العثماني مصر عند الإغارة الفرنسية وزال بغيابه مظهر التبعية للسلطان العثماني خليفة المسلمين، وسمع المصريون عن تبعية بلادهم لدولة غربية فرنجية سمى لهم نظامها بأسماء لا تدلهم تجاربهم السياسية على معانيها، فنشر عليهم منشور «من طرف الفرنساوية المبني على أساس الحرية والتسوية».
9
وأرخت لهم الحوادث بشهور غربية من سنين تبدأ «من انتشار الجمهور الفرنساوي».
10
وكانت للفرنسيين طرقهم في مخالطة النساء. وكانت هذه الطرق مما تكرهه الخاصة كرها شديدا. وأدى انتشار العسكر في أنحاء المدن والأقاليم، وتشتت شمل أسرات الأمراء وانطلاق جواريهم عقب تركهم القاهرة، إلى ضروب غير مألوفة من الفساد والرذيلة.
جاء في الجبرتي في حوادث ربيع أول سنة 1214: «وفي يوم الإثنين رابع وعشرينه كان وفاء النيل المبارك ... ووقع في تلك الليلة بالبحر وسواحله من الفواحش والتجاهر بالمعاصي والفسوق ما لا يكيف ولا يوصف، وسلك بعض غوغاء العامة وأسافل العالم ورعاعهم مسالك تسفل الخلاعة ورزالة الرقاعة بدون أن ينكر أحد على أحد من الحكام أو غيرهم، بل كل إنسان يفعل ما تشتهيه نفسه وما يخطر بباله، وإن لم يكن من أمثاله».
إذا كان رب الدار بالدف ضاربا
فشيمة أهل الدار كلهم الرقص
11
وجاء فيه أيضا في ختام حادث سنة 1215: «ومنها تبرج النساء وخروج غالبهن عن الحشمة والحياء، وهو أنه لما حضر الفرنسيس إلى مصر ومع البعض منهم نساؤهم كانوا يمشون في الشوارع مع نسايهم وهن حاسرات الوجوه ... ويركبن الخيول والحمير ويسقنها سوقا عنيفا مع الضحك والقهقهة ومداعبة المكارية معهن وحرافيش العامة، فمالت إليهم نفوس أهل الأهواء من النساء الأسافل والفواحش فتدخلن منهم لخضوعهم «أي الفرنسيين» للنساء وبذل الأموال لهن. وكان ذلك التداخل أولا مع بعض حشمة وخشية عار ومبالغة في إخفايه. فلما وقعت الفتنة الأخيرة وحاربت الفرنسيس بولاق وفتكوا في أهلها وغنموا أموالها وأخذوا ما استحسنوه من النساء، والبنات صرن مأسورات عندهم، فزيوهن بزي نسايهم وأجروهن على طريقتهن في كامل الأحوال، فخلع أكثرهن نقاب الحياء بالمرة وتداخل مع أوليك المأسورات غيرهن من النساء الفواجر. ولما حل بأهل البلد من الذل والهوان وسلب الأموال واجتماع الخيرات في حوز الفرنسيس ومن والاهم، وشدة رغبتهم في النساء وخضوعهم لهن، وموافقة مرادهن وعدم مخالفة هواهن ولو شتمته أو ضربته بتاسومتها فطرحن الحشمة ... واستمان نظراؤهن (لمخالطة الفرنسيين) ... وخطب الكثير منهم بنات الأعيان ... فيظهر حالة العقد الإسلام؛ لأنه ليس له عقيدة يخشى فسادها، وصار مع حكام الأخطاط منهم النساء المسلمات متزييات بزيهن ومشين معهن في الأخطاط للنظر في أمور الرعية ... وتمشي المرأة بنفسها أو معها بعض أترابها على مثل شكلها وأمامها القواسة والخدم، وبأيديهم العصي يفرقون لهن الناس مثلما يمر الحاكم ويأمرن وينهين في الأحكام ... ولما أوفى النيل أذرعه ودخل الماء إلى الخليج وجرت فيه السفن، وقع عند ذلك من تبرج النساء واختلاطهن بالفرنسيس ومصاحبتهم لهن في المراكب، والرقص والغناء والشرب في النهار والليل في الفوانيس والشموع الموقدة، وعليهن الملابس الفاخرة والحلي والجواهر، وصحبتهن آلات الطرب وملاحو السفن يكثرون من المجون والهزل، وخصوصا إذا دبت الحشيشة في رءوسهم وتحكمت في عقولهم، فيصرخون ... ويتجاوبون بمحاكاة ألفاظ الفرنساوية في غنايهم وتقليد كلامهم الشيء الكثير. وأما الجواري السود فإنهن لما علمن برغبة القوم في مطلق الأنثى ذهبوا إليهم أفواجا فرادى وأزواجا، فنططن الحيطان وتسلقن إليهم الطيقان ودلوهم على مخبآت أسيادهن وخبايا أموالهم ومتاعهم وغير ذلك».
Page inconnue