Le général Yacoub et le chevalier Lascaris : et le projet d'indépendance de l'Égypte en 1801
الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس: ومشروع استقلال مصر في سنة ١٨٠١
Genres
70 «أما عن وسايل الدفاع فنجده يقرر أن الحكومة الوطنية لن تقوى على صد اعتداء أوروبي إلا بعد مضي زمن طويل، ولكنها تستطيع أن تصد الترك وتسحق المماليك بجيشها الوطني تشد أزره قوة حربية أوروبية، وببذل المال لرجال الباب العالي».
وتؤكد المذكرة في النهاية أن الفكرة الاستقلالية لها أنصار في مصر، وأن هؤلاء الأنصار يخفونها حذر الموت، ويطلب صاحب المذكرة حمايتهم من اضطهاد العثمانيين إذا ما رفضت الدول إنشاء دولة مصرية مستقلة. «أما عن خطة «الوفد المصري» في القريب ، فإنها ستكون السعي لدى الحكومة الفرنسية لإقناعها بقبول قاعدة الاستقلال في مفاوضاتها مع الحكومة الإنجليزية على مصر». ويرجو لاسكاريس أن لا يكون مصدر الاقتراح الفرنسي مما يحمل الحكومة الإنجليزية على رفضه حذر دسيسة سياسية فرنسية، ويطلب في النهاية أن تكون مخابرات إنجلترا مع الوفد شفرية، وعن طريق الكونت أنطون كاسيس المقيم في تريستا.
71
ونجد لاسكاريس فعلا يقدم للقنصل الأول بونابرت مذكرة موقعا عليها من «نمر أفندي» بالنيابة عن الوفد المصري، وهذه المذكرة خالية طبعا من التعريض بالحكم الفرنسي، ومن تفضيل المصريين للإنجليز؛ ذلك التفضيل الوارد في المذكرة لإنجلترا على أنها تتفق معها في الغاية الاستقلالية، وتطلب تحقيقها باسم التاريخ والإنسانية ولمجد بونابرت.
72
وأردف هذه المذكرة بأخرى لوزير خارجية فرنسا - تالليران - يقرر فيها الغرض الأسمى، ويعتذر عن الإجمال تاركا التفصيل إلى أن يستقبلهم الوزير في باريس؛ إذ العرب يجيدون الكلام أكثر مما يجيدون الكتابة، وطلب من الوزير أن يستقبلهم بزيهم الشرقي، إذ إن المسلمين منهم يعز عليهم إبدال غيره به، فضلا عن أن هذا الزي يثير في نفس بونابرت ذكرى فتوحه، ويعرف من لم ير مصر من الفرنسيين بالشرق وأهله.
73 •••
لا اللورد الأول للبحرية الإنجليزية ولا القنصل الأول ولا وزير الخارجية الفرنسية اهتم بما في هذه المذكرات، بل أودعوها سجلات الحكومة.
وفي «مقدمات الصلح» بين فرنسا وإنجلترا اتفق على إعادة مصر للدولة العثمانية وأدمج هذا الاتفاق في معاهدة الصلح النهايية: معاهدة أميان. وفي سياسة الحكومتين قبل أميان وبعدها لم يتعد اهتمامهما بأحوال مصر ونوع حكومتها ما تعلق منها بعلاقة الدولة العثمانية بالمماليك. وحتى في هذا لم يكن الاهتمام بها إلا من حيث تأثيرها في تسهيل - أو منع - وقوع مصر في حكم إنجلترا أو في حكم فرنسا لا من حيث تأثيرها في رفاهية أو سعادة الشعب المصري.
74
Page inconnue