Docteur Jekyll et Mister Hyde
الدكتور جيكل والسيد هايد
Genres
وضع المحامي المظروف في جيبه وقال لبول: «من فضلك لا تخبر أحدا بشأن هذا المظروف. لو أن سيدك قد هرب أو مات، يجدر بنا على الأقل أن نحافظ على سمعته. الساعة الآن العاشرة، لا بد أن أذهب إلى المنزل وأقرأ هذه الوثائق في هدوء، وسأعود إلى هنا قبل منتصف الليل، وعندئذ سنستدعي الشرطة.»
غادر الرجلان المكتب. وتأكد بول من أن باب المنزل المؤدي إلى الفناء مغلق ومن ثم لا يستطيع أحد أن يتجول في هذه الناحية. قال أترسون: «من فضلك أخبر برادشو أن يظل في مكانه، لعل دكتور جيكل يعود ونحن لا نريد أن نفقده مرة أخرى.»
مر أترسون بالخدام الذين لا يزالون جاثمين بجانب المدفأة الكبيرة في الردهة الأمامية، فنظروا إليه في صمت وهو يمر بهم. خرج أترسون من الباب الأمامي وشق طريقه إلى منزله.
الفصل الثامن عشر
خطاب من دكتور جيكل
أخرج أترسون المظروف من خزنته، وجلس بتؤدة ثم بدأ يقرأ قصة دكتور لانيون:
قبل أربعة أيام، أي في التاسع من يناير/كانون الثاني، تسلمت في المساء خطابا مسجلا من صديقي القديم دكتور هنري جيكل. ذهلت أيما ذهول لأننا لم نتبادل الخطابات من قبل. وكنت قد رأيته الليلة السابقة لتسلم الخطاب ولم أتوقع هذا التواصل السريع. ولم أتصور قط ما هذا الأمر البالغ الأهمية. زاد فضولي بعد قراءة الخطاب الذي كان مسطرا هكذا:
عزيزي لانيون،
أنت واحد من أقدم أصدقائي، وعلى الرغم من الاختلافات التي وقعت بيننا من وقت قريب حول المسائل العلمية، فإني على ثقة من أن ما بيننا من مشاعر الود لم تمس بسوء. وأنا على يقين من أنك تعرف أنني لن أتوانى لحظة عن المجيء لإنقاذك، وإنما سأهرع إلى جانبك في الحال. يا لانيون، إن حياتي، وسمعتي، وسلامتي العقلية، جميعها تحت رحمتك. إذا خذلتني الليلة فسأضيع. قد ترتاب في أنني سأطلب منك أن تفعل شيئا مخزيا، لكن احكم أنت بنفسك.
أسألك أن ترجئ كل مهامك الليلة - حتى لو ظهر أمر طارئ - وتحضر هذا الخطاب إلى منزلي. وقد أعطيت أوامري لخادمي؛ ستجده بانتظارك ومعه صانع أقفال. أريد منك أن تقتحم مكتبي، وما إن يفتح الباب، ادخل بمفردك. انتزع الدرج الأقصى من جهة اليسار من خزنة الأدوية، ستجده مليئا ببعض المساحيق والقوارير. أنا في حالة هلع شديد وأخشى أن أسيء توجيهك بطريقة أو بأخرى. لذا، من فضلك خذ الدرج بأكمله بكامل محتوياته معك. خذه إلى منزلك، ولسوف أرسل شخصا ليأخذه منك.
Page inconnue