L'île de Rhodes : sa géographie, son histoire et ses monuments, suivie d'un précis historique sur les îles les plus célèbres de la mer Égée
جزيرة رودس: جغرافيتها وتاريخها وآثارها، تليها خلاصة تاريخية عن أشهر جزائر بحر إيجه
Genres
لكثرة الغابات فيها، و«أثيويا»
Ethiope
نسبة إلى الأمازون الذين حكموها على ما يظن في قديم الزمان، وأصلهم من إثيوبيا، و«أجيرا»
Egira
باسم أحد مدنها الشهيرة، واسمها الحديث متيلين
Mitylène ، ومنه مدللي الذي عرفت به عند الترك.
ويخترق هذه الجزيرة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب سلسلتان من الجبال. وقد اشتهرت باعتدال إقليمها وطيب هوائها وجودة أثمارها. وأهم حاصلاتها العنب والتين والزيتون، وفيها عيون عذبة وغابات واسعة، ومناجم رخام، ويوجد فيها العقيق، وحجر ثمين أسود، يسمى ليسباس نسبة إليها، وامتازت بخمرها وقد امتدحه الشعراء، وكان يضرب به المثل فيقال «خمر لسبوس»، كما يقول العرب «خمرة بابل»، واشتهرت نساؤها بالجمال، وكان فيها هيكل لأبولون، وكانت تجتمع فيه الحسان من ربات الحجال مرة في السنة للمباراة والتنافس بمحاسنهن، ومن حازت منهن قصب السبق على أترابها في هذا المضمار كانت تكلل بإكليل من الغار، وهو رمز الفخر والانتصار.
وفي هذه الجزيرة ينابيع معدنية لها خاصية في شفاء الكثير من العلل والأمراض، بعضها درجة حرارته الطبيعية 76 درجة مئينية (سنتجراد)، وفي هذه الجزيرة آثار قديمة، وقد أصبحت محطا لرحال علماء العاديات الذين يفدون إليها من جميع أنحاء أوروبا وأمريكا للبحث والتنقيب عما حوته أطلال مدنها القديمة من الآثار النفيسة والذخائر الثمينة، وأقدم هذه المدن كانت بالقرب من المدينة التي تسمى الآن «كاسترو»
Castro .
أما تاريخها القديم فهو كغيره من تواريخ المدن القديمة، تحجبه ظلمات القرون الخالية وتغشاه الظنون والأوهام. وأقدم من استوطنها، على ما وصل إليه البحث، هم البلاسجة، وجاء بعدهم الأيوليون، وروى بعض المؤرخين أنه في أثناء حروب طروادة نزل بها عولوس ومن كان معه من اليونانيين، وأن مينيلاس أتى إليها مع ديوميدس بعد تلك الحرب، وهي من الجزائر التي استولى عليها الفرس والرومان والدولة البيزنطية وإسكندر المقدوني، وحكمتها جمهورية البندقية وحكومة جنوى، وأغار عليها العرب وافتتحوها واستولت عليها الدولة العثمانية.
Page inconnue