L'île de Rhodes : sa géographie, son histoire et ses monuments, suivie d'un précis historique sur les îles les plus célèbres de la mer Égée
جزيرة رودس: جغرافيتها وتاريخها وآثارها، تليها خلاصة تاريخية عن أشهر جزائر بحر إيجه
Genres
شارع الشفاليه.
جامع الرئيس مراد.
وأشهر شوارع المدينة شارع الشفاليه، ويسميه الترك «أوزون يولي» أي الشارع الطويل، والدور التي على جانبي هذا الشارع كانت قصورا للفرسان، ويرى عليها كثير من شاراتهم وأسمائهم، وفي أول هذا الشارع قصر الرئيس الأعظم وهو الذي كان سجنا (حبسخانة) في عهد الحكومة العثمانية. ويتخلل الأحياء المحيطة بالمدينة مدافن قديمة، تكتنفها الطرق العمومية والأبنية الفاخرة، وأشهرها مدفن الرئيس مراد، وهو في الجهة البحرية الشرقية، ودفن فيه كثير من الوزراء وعظماء الرجال، وبعض الصدور العظام وغيرهم ممن نفوا إلى هذه الجزيرة، وقضوا فيها بقية عمرهم. ودفن فيه أكثر الضباط والجنود الذين قتلوا في أثناء حصار السلطان محمد الثاني لرودس في سنة 1480، وبجوار هذا المدفن جامع الرئيس مراد، وهو من أشهر الجوامع.
أما الأحياء الجميلة والحدائق الغناء والقصور الفاخرة، فجميعها في أرباض المدينة. ومن أجمل الأحياء الحي المعروف باسم نيخوري عند اليونانيين، ويسميه الترك يكي مراش،
1
والجهة المسماة «قومبورنو» ومعناه رأس الرمال وجبل سان أتيان، ويسمى مون سميث (جبل سميث)؛ لأنه لما جاء الأميرال الإنكليزي السير سدني سميث إلى رودس سنة 1802 أقام في بيت على قمة هذا الجبل لمراقبة أسطول نابوليون، ويسميه الترك «مرجان تبه» باسم أحد الأولياء، وضريحه بالقرب من بيت الأميرال سميث، وهذا الجبل هو القسم الشمالي من السلسلة الممتدة من الشمال للجنوب وقد مر ذكرها، وهو مشرف على البحر من الجهة الغربية وارتفاعه 90 مترا عن سطح البحر، وقد تجلت فيه الطبيعة بأبهى مظاهرها وكملت محاسنه بما أنشأته يد الصناعة من الطرق الموصلة للأبنية القائمة عليه، ففيه كثير من القصور الجميلة، وليس لوجهاء المصريين في هذا الجبل غير دار لصاحب العزة أحمد بك غالب نجل المرحوم علي غالب باشا ناظر الجهادية سابقا، وهو في أحسن موقع، وعلى قمته أرض كبيرة لصاحب العزة فؤاد بك سليم نجل المرحوم لطيف سليم باشا.
وأجمل ضواحي رودس «سنبللي دره» أي وادي السنبل ويسميها الأروام «روديني» ويقصدها الناس للرياضة والنزهة.
وفي ضواحي المدينة كثير من الأبنية والقصور الفاخرة، وأشهرها سراي الوزير المصري الكبير المرحوم حسين فخري باشا، وهي في أجمل حي وأقدم ما بناه المصريون في رودس، وأمامها سراي المرحوم شكيب باشا العضو الوطني في مصلحة الدومين سابقا، وسراي صاحب العزة حسن بك خيري نجل المرحوم خيري باشا، وهي أفخم مباني المدينة.
وأرضية أكثر المساكن ومماشى بعض الحدائق والطرق مرصوفة بالدملق وهي أحجار صوانية مستديرة الشكل ومتساوية الحجم، كأنها أفرغت في قالب واحد، وتوجد بكثرة على ساحل البحر، وهي مختلفة اللون فمنها الأبيض والأسود والأحمر، ولأهل الجزيرة مهارة فائقة في رصفها وتنسيقها، ويركبون منها رسوما غاية في الإتقان وأكثر مماشي الحدائق التي أنشئت في الجيزة والجزيرة في عهد المغفور له الخديوي إسماعيل مرصوفة بهذه الأحجار التي نقلت وقتئذ من رودس، واستقدم منها الصناع الذين نسقوها بهذا الوضع والإحكام.
هذا أهم ما شاهدته من آثار مدينة رودس وضواحيها، أما ما أنشأته دولة إيطاليا من المباني وما تم في عهدها من الإصلاح والتعمير والتجديد فسيأتي بيانه في الفصل الذي أفردته لذلك. (1) قرى الجزيرة
Page inconnue