ومرت سحابة بوجه موروجان المشرق، وقال مقطبا جبينه: ولكنهم لا يرون ذلك هنا، ويعدونه رجلا فظيعا. - من يظن ذلك. - كل إنسان تقريبا! - ولذلك لم يريدوا لك أن تقابله؟
وابتسم موروجان ابتسامة عريضة، وعلى وجهه مسحة التلميذ الشرير الذي انتهز فرصة التفات المعلم الذي ولاه ظهره وقال: ظنوا أنني مع أمي كل الوقت.
وانتهز هذه الفرصة ويل توا وسأله: وهل كانت أمك تعلم أنك كنت في مقابلة مع الكولونيل؟ - طبعا. - ولم تعترض؟ - بل أيدتني.
ومع ذلك فإن ويل كان على ثقة تامة من أنه لم يخطئ عندما ظن أن موروجان مع ديبا كان أشبه بأنطونيوس مع هادريان. هل كانت المرأة كفيفة البصر؟ أم هل لم ترد أن ترى ما كان يحدث؟
وقال بصوت مسموع: ولكن إذا كان الأمر لا يهمها، لماذا كان الدكتور روبرت وزمرته يعارضون؟ ونظر إليه موروجان مرتابا. وأدرك ويل أنه غامر بالخوض في أمر محظور، فغير مجرى الحديث، وقال مبتسما: هل تظن أنه كان يستطيع أن يحولك إلى العقيدة في الدكتاتورية العسكرية؟
وفي هذا الاتجاه الجديد للحديث سار موروجان. وقد انفرجت أسارير وجهه وابتسم قائلا: لم يكن الأمر كذلك بالضبط. ولكن كان قريبا من هذا. وهز كتفيه وأردف قائلا: الموضوع سخيف، ولا يعدو أن يكون بروتوكولا أحمق.
وتحير ويل حقيقة وقال: ألم يخبروك بشيء عني؟ - لست أعرف أكثر مما ذكر لي الدكتور روبرت بالأمس.
وألقى موروجان برأسه إلى الخلف وقال ضاحكا: تقصد كوني طالبا؟ - وما يضحكك من كونك طالبا؟
وصرف الفتى نظره مرة أخرى وقال: لا شيء، لا شيء البتة. ثم ساد الصمت، وأخيرا قال وهو لا يزال منصرف النظر: السبب في أنه من المفروض ألا ألاقي الكولونيل ديبا هو أنه رئيس دولة، وأنا كذلك رئيس دولة. وحينما نلتقي يكون في الموقف سياسة دولية. - وماذا تعني؟ - أنا راجا بالا. - أنت راجا بالا؟ - منذ عام 54 حينما مات أبي. - وأمك إذن هي راني. - هي كذلك.
وتذكر ويل ما قاله له ألديهايد: اذهب رأسا إلى القصر. ولكن ها هو ذا القصر يأتيه رأسا. والعناية السماوية كانت قطعا إلى جانب جو ألديهايد، وتعمل لمصلحته.
Page inconnue