15

وأجابته: إنني في الواقع لا أحب أيا منهم، إنما أنا أحب الواحد الرحيم.

وتوسل إليها قائلا: إذن فكوني رحيمة بي وأعطيني هذا الإصبع من الموز.

وتغير تعبيرها، وقالت معتذرة: آسفة.

ونهضت منتصبة القامة وخطت إلى الأمام خطوة سريعة وأسقطت الفاكهة في يده المرتعشة.

وقالت: هاكها. ثم قفزت إلى الخلف بعيدا عن مناله كالحيوان الصغير الذي يتفادى المصيدة.

وصفق الصبي الصغير بيديه وضحك ضحكة عالية. فالتفتت وقالت له شيئا ما، وأومأ برأسه المستدير قائلا: ليكن ذلك يا سيدتي. وهرول بعيدا متسللا وقد شق طريقه خلال جسر من الفراشات الزرقاء والكبريتية، وتوغل بين ظلال الغابة في الجانب البعيد من الوادي.

وفسرت موقفها للرجل قائلة: قلت لتوم كريشنا: اذهب وعد ومعك شخص ما.

وأكل ويل إصبع الموز وطلب إصبعا ثانية وثالثة. ولما تخفف من ألم الجوع أحس الحاجة إلى إشباع رغبته في الاستطلاع.

وتساءل: كيف تتحدثين الإنجليزية بهذه الفصاحة؟

قالت: لأن كل إنسان يتحدث الإنجليزية. - كل إنسان؟

Page inconnue