قال فيجايا مهللا لها وهو يرقبها: رائع!
وفي أثناء ذلك جاءت مجموعة من الشباب مستطلعة ما يجري، وقد خرجت من مبنى منخفض عند سفح التل، وهذا المبنى المنخفض يمثل كما بدا أكواخ جبال الألب ولكن بما يتفق ومناخ المناطق الاستوائية. وتنتمي هذه المجموعة - كما قيل لويل - إلى ثلاث فرق أخرى من المتسلقين الذين أدوا اختبار المرحلة الثانية بعد المرحلة الابتدائية في باكورة اليوم.
سأل ويل: هل يفوز بالجائزة أحسن الفرق؟
وأجابه فيجايا: إنهم لا يمنحون هنا شيئا لأي إنسان؛ فهي ليست مسابقة، إنما هي محنة يجتازونها.
وأخذ الدكتور روبرت يشرح قائلا: وهي محنة تمثل المرحلة الأولى من خروجهم من دور الطفولة إلى دور المراهقة. محنة تساعدهم على فهم العالم الذي لا بد لهم من العيش فيه، وتساعدهم على التحقق من أن الموت يحيط بهم من كل جانب، وأن الوجود كله محفوف بالمخاطر. ولكن الرؤية الصحيحة تأتي بعد الامتحان. وبعد بضع دقائق يتناول هؤلاء الفتية والفتيات عقار الموكشا لأول مرة، يتناولونه معا، ويقام في المعبد حفل ديني. - شيء أشبه بصلاة التعميد؟ - غير أن هذا الحفل ليس مجرد حركات دينية لا معنى لها. إنه - بفضل عقار الموكشا - يتضمن ممارسة فعلية للشيء الواقعي.
هز ويل رأسه وقال: الشيء الواقعي؟ هل هناك شيء كهذا؟ وددت لو أنني صدقته.
قال الدكتور روبرت: لا يطلب إليك أن تصدق؛ فالشيء الواقعي ليس افتراضا، إنما هو حالة من حالات الوجود. إننا لا نعلم أطفالنا المذاهب ولا ننشئهم على رموز مشحونة بالانفعالات. عندما يحل الوقت الذي يتعلمون فيه أعمق حقائق الدين، ندفعهم إلى تسلق الجروف ثم نناولهم أربعمائة مليجرام من الرؤية. وهاتان تجربتان مباشرتان يستطيع أي فتى أو فتاة على قدر معقول من الذكاء أن يستمد منهما فكرة طيبة عن حقائق الأشياء.
قال فيجايا: ولا تنس المشكلة القديمة الأولى؛ مشكلة التسلط. إن تسلق الصخور فرع من فروع علم الأخلاق التطبيقي. وهو بديل آخر عن سلوك المتنمرين. - إذن كان يلزم أبي أن يكون من متسلقي الجبال كما يلزمه أن يكون من قاطعي الأخشاب.
قال فيجايا وقد ضحك من أعماقه: قد يضحكك ما أقول، ولكن الحقيقة هي أن أمثال هذه التجارب تأتي بنتائج طيبة، وتفلح. ولقد استطعت بالتسلق أولا وآخرا أن أنجو من عشرات من أسباب الإغراء الفعلية لكي ألقي بثقلي على ما حولي. ثم أضاف: ولما كان ثقلي له وزنه فقد كانت أسباب الإغراء شديدة لتتناسب معه.
قال ويل: يبدو أن هناك صعوبة واحدة؛ ذلك أنك وأنت تتسلق لكي تنجو من الإغراء قد تسقط و... وفجأة تذكر ما حدث لديوجولد ماك فيل فلم يتم الكلام.
Page inconnue