126

قال فيجايا وقد لمس ذراعه: انظر، هذه جماعة من المبتدئين هابطة.

وشخص ويل ببصره نحو الجبل ووقعت عيناه على شاب في قدميه حذاء بالمسامير يرتدي ملابس التسلق ويجاهد في هبوطه متشبثا بشق الجبل يواجه التل الذي ينحدر انحدارا رأسيا. وعند البقعة التي تهيئ موطئا آمنا توقف ورمى رأسه إلى الخلف وصاح بصوت متصاعد في قوته. وكان هناك فتى يعلوه بخمسين قدما ظهر من خلف دعامة صخرية، وقد تدلى من الإفريز الذي كان يقف فوقه وشرع في هبوطه متشبثا بالشق الجبلي.

والتفت فيجايا، إلى موروجان وسأله: هل يغريك هذا؟

هز موروجان كتفيه وقد بالغ في ظهوره بمظهر الرجل الرشيد المتطور الذي يشغل نفسه بشيء أفضل من مشاهدة الأطفال وهم يلعبون، وقال: بتاتا. وابتعد ثم جلس فوق تمثال سبع انطمست معالمه من أثر الجو، واستل من جيبه مجلة أمريكية مجلدة تجليدا مزركشا وشرع يقرأ.

سأله فيجايا: ماذا تقرأ؟

قال: رواية علمية. وفي صوته رنة التحدي.

ضحك الدكتور روبرت وقال: أي شيء يفر به من الواقع.

وزعم موروجان أنه لم يستمع إليه وقلب صفحة من المجلة وواصل القراءة.

وقال فيجايا الذي كان يتابع تقدم الصبي الذي كان يهبط من الجبل: إنه في غاية المهارة. ثم أضاف: عند طرفي الجبل رجلان محنكان. ولا يمكنك أن ترى أولهما، فهو خلف هذه الدعامة يتشبث بشق جبلي آخر على ارتفاع ثلاثين أو أربعين قدما. وفي أعلى شوكة حديدية ثابتة يلف حولها الحبل، ويمكن أن تسقط المجموعة كلها وهي في منتهى الأمان.

وعلى جانبي الشق الضيق أخذ قائد المجموعة يصيح بتعليماته ويشجع المتسلقين وقد بسط ذراعيه ورجليه بين مواقع الأقدام. ولما اقترب الصبي تخلى عن مكانه وهبط عشرين قدما أخرى ثم توقف وصاح مرة أخرى. ومن خلف النتوء الجبلي ظهرت فتاة في حذاء طويل وسروال، فارعة الطول، شعرها مضفور، وقد هبطت إلى شق الجبل.

Page inconnue