L'armée égyptienne dans la guerre russe connue sous le nom de guerre de Crimée
الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم
Genres
وتسمى الآن (تيودوسيا)
Théodosie
وهي فرضة القرم، وموقعها في القسم الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة، وعلى ذلك أضحى القسم الجنوبي منها واقعا تحت سيطرة الأتراك، ولبث القسم الشمالي تحت إشراف الخان، ومن هذا التاريخ صارت القرم تابعة للإمبراطورية العثمانية وجزءا من ممتلكاتها والخان من أتباعها، غير أن اسم السلطان لم يذكر في خطبة الجمعة قبل اسم الخان إلا في سنة 992ه (1584م).
ولم تستمر ممتلكات القرم محصورة في دائرة حدود شبه الجزيرة، بل تخطتها وامتدت في أراضي الروس الجنوبية إلى أن تاخمت نفس مدينة موسكو فنشأ من ذلك توالي القتال مع تلك الدولة، ومع تعاقب الأيام وكر السنين وهنت قواها أمام هذا العدو العاتي الجبار وانهزمت، وفي سنة 1736م احتلت روسيا أول مرة شبه الجزيرة احتلالا موقوتا ثم أستولت عليها نهائيا عام 1771م.
ويقتضي نص معاهدة سنة 1774م ومعاهدة سنة 1779م أن ينتخب الأهالي الخان انتخابا حرا، وأن يحكم بلاده وهو مستقل بدون أي تدخل من جانب الأتراك أو الروسيين؛ ولكن المعاهدات حسبما درجت عليه الدول الأوروبية ما هي إلا حبالة الغرض الحقيقي منها وضع اليد على ممتلكات الغير، ومتى أصبح هذا الأمر واقعيا تصير تلك المعاهدات عبارة عن قصاصات ورق لا قيمة لها ولا فائدة ترجى منها كما هو حاصل الآن بين حكومة بريطانيا ومصر في معاهدة السودان، بل في مصر نفسها، وكما حصل بين إيطاليا والحبشة.
وفعلا لم تدم هذه الحالة في القرم زمنا طويلا فقد أدمجت بعد ذلك بأربع سنوات؛ أي: في سنة 1783م في صلب الإمبراطورية الروسية وتلاشى بطبيعة الحال مركز الخان.
واضطر آخر خان تولى الحكم في شبه الجزيرة وكان يقال له (بختي جيراي) إلى أن يبارحها، وتوفي هذا الخان في شهر رمضان سنة 1215ه (يناير سنة 1801م) في جزيرة مدللي التابعة للإمبراطورية العثمانية، ويبلغ عدد المسلمين بها الآن 200000 نسمة وهو يساوي ثلث مجموع سكانها.
وقد استقينا أغلب هذه المعلومات من دائرة المعارف الإسلامية بالأعداد التي بها الأسماء - بغجه سراي، وجيراي، وقرم.
والآن نذكر لك ما جاء عن وصف شبه جزيرة القرم في كتاب تحفة النظار المعروف (برحلة ابن بطوطة المتوفى في سنة 779ه/1378م) طبع باريس من ص 354 إلى ص 412، قال هذا الرحالة: (1) من مدينة صنوب إلى مرسى الكرش
وكانت إقامتنا بهذه المدينة (أي: صنوب) نحو أربعين يوما ننتظر تيسير السفر في البحر إلى مدينة القرم، فاكترينا مركبا للروم وأقمنا أحد عشر يوما ننتظر مساعدة الريح، ثم ركبنا البحر فلما توسطناه بعد ثلاث هال علينا واشتد بنا الأمر ورأينا الهلاك عيانا وكنت بالطارمة ومعي رجل من أهل المغرب يسمى أبا بكر، فأمرته أن يصعد إلى أعلى المركب ليظر كيف البحر، ففعل ذلك وأتاني بالطارمة فقال لي: أستودعكم الله، ودهمنا من الهول ما لم يعهد مثله، ثم تغيرت الريح وردتنا إلى مقربة من مدينة (صنوب) التي خرجنا منها، وأراد بعض التجار النزول إلى مرساها فمنعت صاحب المركب من إنزاله، ثم استقامت الريح وسافرنا فلما توسطنا البحر هال علينا وجرى لنا مثل المرة الأولى، ثم ساعدت الريح ورأينا جبال البر وقصدنا مرسى يسمى (الكرش)، فأردنا دخوله فأشار إلينا أناس كانوا بالجبل أن لا تدخلوا، فخفنا على أنفسنا وظننا أن هنالك أجفانا للعدو فرجعنا مع البر. (2) وصف مرسى الكرش
Page inconnue