L'armée égyptienne dans la guerre russe connue sous le nom de guerre de Crimée
الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم
Genres
ومات متأثرا من العملية الجراحية التي أجريت له.
ونتج من انفجار أحد الألغام أن طار ساتر طابية العرب فوثب فيها الروس متساندين كأنهم رجل واحد، غير أن الترك والمصريين ألقوا بأنفسهم في الثغرة وكونوا من أجسادهم متراسا جديدا، بينما كان قسم آخر من المصريين يصوب إلى صفوف الروس بنادقه ويبيدهم ويمنعهم من الدنو وهو متوار في كمين.
ولم تكف الحصون المنعزلة عن السهل وعن مرتفعات المدينة أيضا عن المجاوبة على نيران العدو؛ فتسرب اليأس والقنوط إلى قلب المارشال باسكيفتش، ورأى أنه من العبث الاستمرار في بذل تلك المحاولات بلا جدوى، فاضطر الروس أن ينسحبوا نهائيا مرغمين قانطين قنوطا لا مزيد عليه من الاستيلاء على سلستره.
وفي 28 يونيو رفع المارشال الحصار ووجه جميع جيشه إلى بسارابيا، وانضم إليه فيها الجنرالية الروس إجابة للأمر الصادر من الإمبراطور نقولا.
وجاء في الجريدة الإنكليزية المصورة (ذا اللستريد لندن نيوز) بعددها الصادر بتاريخ 29 يوليه سنة 1854م عن حصار سلستره نقلا عن مكاتبها الخاص في (شملا) ما ترجمته:
شملا في 4 يوليه سنة 1854
في الخامس والعشرين من شهر يونيه الماضي انتهى رمضان المكرم شهر الصوم، وكانت ليلة قائمة تلبد جوها بالغيوم التي حجبت الهلال الصغير ونوره الضئيل، ولكن حضر ثلاثة من الريف اشتهروا بالنزاهة والصدق وشهدوا أنهم رأوا المولود الدري الجديد في فرجة بين السحب، وعندئذ ابتدأ عيد الفطر بجميع مظاهره المألوفة ارتكانا إلى التأكيدات المذاعة بأن الأحوال العادية لم يطرأ عليها أي تغيير، وتردد في جود تلك الليلة صدى هتاف المؤمنين الفرحين ودوي المسدسات والبنادق والمدافع والمفرقعات، وقبل هذه الليلة السعيدة بثلاثة أيام احترف أهل شملا صناعة المفرقعات لعيد الفطر، فترك البقال بضاعته ونبذ السروجي وصانع الأحذية المخرز والجلود وفارق الحوذي خيله وعربته المتقلقلة، وشعر الشعب الظفر فعزم عزما صادقا على الاحتفال بنهاية شهر الصوم، ولم يصمه صوما حقا على ما أعتقد مما شاهدت أكثر من شخص واحد في كل عشرة، ولكن بينما كان الشعب على هذه الحال من الاشتغال بمعدات عيد الفطر كانت عقول جميع المتصلين بقيادة الحرب مثقلة بالمتاعب الهامة، فقد طال حصار الروس لسلستره أكثر من أربعين يوما، وخشي أن سقوط سلستره صار أمرا محتما؛ لأن العدو كان كثير العدد، والحامية كانت في أشد الضيق فأنفقت العزائم على إفراغ الجهد أثناء أفراح الشعب لإنقاذ القلعة المحصورة، وصدرت بضعة أوامر منها أن تسير القوات التركية، وأن تتحرك قوات الحلفاء، وتمت الاستعدادات في صمت، وإذا برسول جاء وأخبر بأن الروس ارتدوا وانسحب جيشهم وهجر مواقعه وعبر نهر الدانوب، وعادت سلستره حرة كما كانت من قبل، فكانت مضاعفة الأفراح من مميزات هذا العيد، وطبق الآفاق أصوات المفرقعات والمسدسات والبنادق والمدافع؛ ابتهاجا بالنصر المزدوج بانتصار الإسلام والخلاص من تسلط العدو على بلاد المسلمين.
وفي الصباح الباكر من السادس والعشرين ابتدأت سفري إلى سلستره قاصدا زيارة المواقع التي برحها الذين كانوا فيها بالأمس من القادة المشهورين، ورافقني في هذا السفر سيدان شديدا الرغبة مثلي، يتوقان كما أتوق إلى البحث عن معرفة الأسباب التي دعت عدوا في مثل هذه القوة العظيمة أن يعدل بدون أي سبب ظاهر عن خطته بعد أن سار في سبيل تنفيذها شوطا بعيدا، وجاهر بعزمه على المثابرة فيها حتى يحققها، وقد تدافعت مظاهر الحياة في الطريق إلى سلستره فسبقتنا فيه عساكر حملة شملا وهم يسيرون بروح مرحة وخطوات مرنة.
وأول ما رأينا فيه كان بعض الأورط المصرية والتركية متزاحمين في الطرق المرتفعة فوق الآكام أو هابطين إلى بطون الوديان التي يتلو بعضها بعضا بسرعة في ظاهر المدينة.
ومما جعل حركات المصريين والأتراك أكثر وضوحا خلو المكان من الأشجار والنجوم، وكان منظر المصريين والأتراك بوجوههم النضرة الممتلئة القوية يناقض أشد المناقضة منظر فلول العائدين الآخرين من ميدان القتال بعيونهم الغائرة، وعظام وجوههم البارزة، وجلودهم التي لا تخفي شيئا من أجزاء هيكلهم العظمي، فقد أنهكهم الجوع وأضناهم تعب الجسم وتعب النفس وهم ينقلون خطواتهم ببطء وعناء يبتغون مكانا يجدون فيه الطعام والنوم خلافا لما كان عليه الحال في سلستره، وقد سطعت أشعة الشمس على خطوط من العجلات لا نهاية لطولها، وتستخدم الجواميس والثيران لجرها، وارتفع في الجو صرير بكراتها؛ لأنها لم تدهن بالزيت، ثم بلغنا قرية كلادير
Page inconnue