La Perle Concernant l'Ascendance du Prophète et ses Dix Compagnons
الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة
Maison d'édition
دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
Lieu d'édition
الرياض
له حُويطب: والله لقد أردت الإسلام مرارًا، فكان أبوك يُثبِّطني، ويسفِّه رَأيي، ويقول لي: تترك دينك ودين آبائك لدين محدثٍ؟ فكأنما ألقم مروان حجرًا. ثم قال له: أما بلغك ما لقي عثمان من أبيك حين أسلم من المكروه والأذى؟. فازداد مروان غمًا ولم يُحر جوابًا.
وتوفي حُويطب سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية. وابنه أبو سفيان بن حُويطب: أسلم أيضا يوم الفتح، وقُتل يوم الجمل.
ومنهم عبد الله بن أم كلثوم الأعمى: وأمُّه، أمُّ مكتوم، اسمُها عاتكة بنت عبد الله بن عنكثةَ بن عامر بن مخزوم، وقيل: اسمه عمرو. وقال محمد بن سعد كاتب الواقديِّ: أما أهل المدينة فيقولون: اسمه عبد الله، وأما أهل العراق فيقولون: اسمه عمرو. ثم جمعوا على أنه ابن قيس بن زائدة بن الأصمِّ. والأصمُّ: هو جندب بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر ابن لؤي. وهو ابن خال خديجة بنت خويلد، أخي أمِّها، وهو قديم الإسلام. وقدم المدينة مع مُعصب بن عُمير قبل النبيِّ ﵇. وقال الواقديُّ: قدمها بعد بدرس بيسير. وكان يؤذِّن للنبيِّ ﵇ مع بلال.
مالك عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر أنَّ رسول الله ﷺ قال: " إنَّ بلالًا ينادي بليل: فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أمِّ مكتوم ". وشهد فتح القادسية. وكان معه اللواء يومئذ. قال أنس بن مالك: رأيت يوم القادسية عبد الله بن أمَّ مكتوم الأعمى، وعليه درع يجُرُّ أطرافها، وبيده راية سوداء. فقيل له: أليس قد أَنزل اللهُ عُذرك؟ قال: بلى، ولكني أُكثِّرُ المسلمين بنفسي. ورُويَ أنه قال: فكيف بسوادي في سبيل الله؟.
وقُتل شهيدًا بالقادسية. وقال الواقديُّ: رجع ابن أمِّ مكتوم من القادسية إلى المدينة فمات، ولم يُسمع له بذكر بعد عمر بن الخطاب. واستخلفه رسول الله ﷺ ثلاث عشرةَ مرةً في غزواته. وفي شأنه نزلت:) عبس وتولَّى (.
الترمذي: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأمويُّ: حدَّثني أبي قال: هذا ما عَرضنا على هشام بن عُروة عن أبيه، عن عائشة قالت: أنزلَ) عبس وتولى (في ابن أمِّ مكتومٍ الأعمى، أتى رسول الله ﷺ، فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني. وعند رسول الله ﷺ رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله ﷺ يُعرض عنه ويُقبل على الآخر، ويقول: " أترى بما أقول بأسًا؟ ". فيقول: لا. ففي هذا أُنزل. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. وروى بعضهم هذا الحديث عن هشام بن عُروة، عن أبيه، قال: أُنزل) عبس وتولى (
1 / 117