ودم يا أمير المؤمنين مؤيدا ... بسعدك تنقاد الصعاب الشوارد ومما قاله السيد الأعلم صلاح الدين صلاح [31/أ] الدين بن عبد الخالق بن يحيى بن جحاف(1) هذه القصيدة يمدح مولانا المؤيد بالله -عليه السلام- في أيام إقامته في هجر الأهنوم(2)، والسيد صلاح إذ ذاك في بلاد الشرف(3)، فأنشدت في مجلس الإمام -عليه السلام- وهي هذه:
بأفعاله يسمو الكريم ويشرف
وقد يسعد الله امرءا مع هذه
فيجتمع المجد التليد وطارف
ألم تر أن القاسم بن محمد ... ويوصف ما بين الأنام ويعرف
بأسلاف صدق في المكارم يوصف
فلا الأصل مذموم ولا الفرع مقرف
بنى شرفا يحظى بنيه ويزلف
فلم يكتف المولى المؤيد بالذي
أليس له أيام والده من الموا
بهن استعاد الدين رونق وجهه
عشية جل الخطب والأرض أظلمت ... بنى بل بنى مجدا يزيد ويضعف
اقف ما لم يحكها قط موقف
وكان تبدى وجهه وهو أكلف
وقل امرء من وصمة الذل يأنف
وأرعشت الأيدي فلم يغن صارم
وقد شمل الناس البلاء فلاحق
ومدت إلى الله الأكف عواتق
هنالك رد الله في الدين روحه ... ولم يبد قط السمهري المنيف
بأرض ومستدن لما يتخوف
لطمن خدودا والمدامع ذرف
به وتلافاه وقد كاد يتلف
وأرسى به الدنيا وما فوق ظهرها
إلى غير هذا من مواقفه التي
وقام بأمر المسلمين فأحسن ال
فتابعه ممن يشار إليهم ... وكادت بمن فيها تميد وترجف
لها الدين أضحى شمله يتألف
خلافة إذ لا مثله قط يخلف
بحارا(4) إذا إستنزفتها ليس تنزف
نحارير لو شاؤا وقد شاء بعضهم
فما فاتنا من قاسم غير وجهه
ورفق وبر وانطلاق ورحمة
وعلم وإنصاف وحلم على أذى ... لقد ألفوا في كل فن وصنفوا
ولما يفتنا نائل وتعطف
وبشر وتقريب لنا وتلطف
قميص تجلى عنده الحلم أحنف
ثمال اليتامى والمساكين لم يزل
لهم قصرات غلظ من صنيعه
مجالسه عاف يفاد وعالم
ونهمته استنباط حكم دليله ... أبا لهم يحنو عليهم ويرؤف
إليهم وشعر في الرؤوس مرهف
يفيد وسيف في القراب ومصحف
ضرورة عقل أو قياس مؤلف
أو السمع لا التقليد فهو كمن هو وما زال للعافي غياثا وملجئا
Page 83