قال: فأعرض عني مفكرا وأعرضت عنه كذلك، والخدم في الباب يحفظونه علينا ، قال: فسمعت رجلا من ورائهم يطلب الإذن علينا فسألتهم فقال الخدم: هذا من عند الأمير عبد الرب(1)، فإذا برجل حسن الخطاب من أهل الظلع(2) وأظنه ذكر اسمه، قال بعضهم: اسمه غزوان وإذا معه ورقة صغيرة إلى الصنو الحسين ومعها كتاب مفتوح إلى الأمير علي بن شمس الدين(3) من لفظ الكتاب الذي إلى الصنو الحسين أنه قد جرى ما عرفت والوالد في كوكبان يشجن علينا، فترسلوا تفضلا منكم هذه الورقة لإعلامهم بسلامتنا ويكون بيننا وبينكم صلح وتخلون لنا الطريق إلى كوكبان ويخرج معنا أعيان السلطنة ونكاتب إلى صنعاء بصلح وكذا.
قال: فلما رآني الرسول خجل واستحي، وقال سيدي عبد الرب: والله لا علم له أنك الحاضر هذا الأمر فأخذت الكتاب وقلت: أما الذي إلى كوكبان فيمضي لبشارتهم وأما هو فلا جواب له ولا مرحبا ولا عذر من وصوله هو ومن عنده في هذه الليلة إلينا، وإلا فلا أمان له فقال الشيخ: أمهلني أعود إليه فعاد إليه وأخبره بأني في القوم فقلق وأرسل من ساعته يستغيث بالإمام -عليه السلام- أن يدركه، فأرسل الإمام -عليه السلام- القاضي العلامة شمس الدين أحمد بن سعد الدين أطال الله بقاه ، فما وصل بعض الطريق إلا وقد فتح الله كوكبان.
ذكر فتح كوكبان
وذلك أنه عاد الشيخ المذكور [102/ب] بخطه إلينا بخلاف ذلك على أنه صدر النقيب محمود والنقيب فرحان يخاطبونكم بما فيه الصلاح إن شاء الله تعالى. ثم وصل النقيبان وجرى الخطاب على وصوله إلينا هو وجميع من عنده من أعيان السلطنة وتسليم بكر وكوكبان ومصيرهم من جملتنا وعادا وأمسينا تلك الليلة، فأصبح هو ومن عنده من أصحابه وأعيان السلطنة خارجين إلينا.
Page 260