في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون(10)وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون(11) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون(12)وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون(13)
{في قلوبهم مرض} يجوز أن يريد حقيقة المرض لأن صدورهم كانت تغلي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى المؤمنين حنقا وغيظا، ويتحرقون عليهم حسدا لشدة البغضاء وان يستعار المرض لما كانوا عليه من سوء الاعتقاد {فزادهم الله مرضا} لأنه كلما نزل على رسوله الوحي فسمعوه وكذبوا به فازدادوا كفرا إلى كفرهم فكان الله هو الذي زادهم ما ازدادوه، وكلما زاد رسول الله نصرة وتبسطا في البلاد ونقصا من أطراف البلاد ازدادوا حسدا وبغضا {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} أي: بتكذيبهم آيات الله ونبيه وفيه رمز إلى قبح الكذب وسماجة وتخييل أن العذاب لاحق بهم من أجل كذبهم والكذب الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو به وهو قبح كله.
Page 27