وقيل: هم الذين ذكرهم الله تعالى في قوله: {فأولئك هم الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} وأطلق الإنعام ليشمل كل أنعام لأن من أنعم الله عليه بنعمة الإسلام لم تبق نعمة إلا أصابته، واشتملت عليه {غير المغضوب عليهم} أي: غير الذين غضب الله عليهم وهم اليهود، ومعنى الغضب من الله عز وجل إرادة الانتقام من العصاة وإنزال العقوبة بهم {ولا الضالين} أي: ولا الذين ضلوا وهم النصارى رواه عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ابن قتيبة والضلال الحيرة والعدول عن الحق.
قال: رضي الله عنه كان المسلمين سألوا الله أن يهديهم طريق الحق الذين أنعم عليهم بالهداية، وأن لا يغضب عليهم كما غضب على اليهود، وأن لا يضلوا عن الحق كما ضلت النصارى، ودخلت لا هاهنا لما في غير من معنى النفي كأنه قال: لا المغضوب عليهم ولا الضالين أمين بمعنى اسمع واستجيب.
قال: رضي الله عنه هو صوت يسمى به الفعل الذي هو استجيب،ويقصر.
وعن ابن عباس سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن معنى آمين فقال: ((معناه افعل)) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((لقنني جبريل آمين عند فراغي من قراءة الفاتحة فقال: إنها كالختم على الكتاب)) قالوا: وليس من القرآن لأنه لم يثبت في المصحف.
وعن الحسن ((لا يقولها الإمام لأنه الداعي)) وعن أبي حنيفة مثله والمشهور عنه، وعن أصحابه أن يخفيها، وعن ش . يجهر بها وهي عندهم سنة مؤكدة واختلف آباؤنا عليهم السلام فيها فالذي ذكره السيد أبو العباس، وأبو طالب، لمذهب الهادي عليه السلام أنها تفسد الصلاة وإليه أشار في الأحكام وحجتهم أنها ليست من القرآن، وأنها غير مسنونة والذي ذهب إليه الباقر عليه السلام وولده الصادق، وأخوه زيد بن علي، والمؤيد بالله، وأحمد بن عيسى، والناصر للحق حتى في أحد الروايتين عنه أنها لا تفسد.
Page 17