Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Genres
وعن ابن عباس: أنه نظر إلى الناس ليلة جمع فقال: ((لقد أدركت الناس هذه الليلة لا ينامون)) وسميت المزدلفة وجمعا لأن آدم اجتمع فيها مع حواء، وازدلف إليها، أي دنا منها ويجوز أن يقال وصفت لفعل أهلها لأنهم يزدلفون إلى الله أي يتقربون بالوقوف فيها {واذكروه كما هداكم} أي: اذكروه ذكرا حسنا كما هداكم هداية حسنة {وإن كنتم من قبله} أي: من قبل الهدى {لمن الضالين} الجاهلين لا تعرفون كيف تذكرونه وتبعدونه {ثم أفيضوا} أي: لتكن إفاضتكم {من حيث أفاض الناس} وهو عرفة، {ولا تلقوا} من المزدلفة وذلك لما كان عليه الجسس من الترفع على الناس والتعالي عليهم وقولهم نحن أهل الله، وقطان حرمه فلا نخرج منه فيقفون بجمع وسائر الناس بعرفة وقرء من حيث أفاض الناس وهو آدم يعني أن الإفاضة من عرفات شرع قديم فلا تخالفوا عنه {واستغفروا الله} من مخالفتكم في الموقف ونحو ذلك من جاهليتكم {إن الله غفور رحيم} يغفر لكم إذا استغفرتم ويرحكم {فإذا أفضتم مناسكم} أي: فرغتم من عبادتكم الحجية، ونفرتم {فاذكروا الله كذركم آبائكم} أي: اكثروا ذكر الله باللغو فيه كما تفعلون في ذكر آبائكم ومفاخرهم وأيامهم وكانوا إذا قضوا مناسكهم وقفوا بين المسجد بمنى وبين الجبل، فيعددون فضائل آبائهم ويذكرون محاسن أيامهم[88{ {أو أشد ذكرا} بمعنى أبلغ مما تذكرون به آبائكم وأتم {فمن الناس من يقول} معناه أكثروا ذكر الله ودعاه، فإن الناس بين مقل لا يطلب بذكر الله إلا أغراض الدنيا ومكثر يطلب خير الدارين، فكونوا من المكثرين {ربنا آتنا في الدنيا} أي: اجعل عطانا في الدنيا خاصة{وما له في الآخرة من خلاق} أي: من نصيب لأنه همه المقصور على الدنيا.
Page 167