Les Complets des Biographies du Prophète

Ibn Hazm d. 456 AH
196

Les Complets des Biographies du Prophète

جوامع السيرة النبوية

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

-

Lieu d'édition

بيروت

وكان المؤلفة قلوبهم- مع حسن إسلامهم- متفاضلين فى الإسلام، منهم الفاضل المجتهد: كالحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وحكيم بن حزام؛ وفيهم خيار دون هؤلاء: كصفوان بن أمية، وعمرو بن وهب، ومطيع بن الأسود، ومعاوية بن أبى سفيان؛ وسائرهم لا نظن بهم إلا الخير. وكان ممن أسلم، يوم الفتح وبعده، من الأشراف «١» نظراء من ذكرنا، ووثق رسول الله ﷺ بصحة إيمانهم، وقوة نياتهم فى الإسلام لله تعالى، فلم يدخلهم مدخل من أعطاه-: عكرمة أبى جهل، وعتاب بن أسيد بن أبى العيص بن أمية، وجبير بن مطعم. واستعمل رسول الله ﷺ على مكة عتاب بن أسيد؛ وهو شاب، ابن نيف وعشرين سنة، وكان فى غاية الورع والزهد، فأقام الحج بالمسلمين تلك السنة. وهو أول أمير أقام الحج فى الإسلام، وحج المشركون على مشاعرهم. وأتى كعب بن زهير بن أبى سلمى تائبا مادحا لرسول الله ﷺ، وكان قبل ذلك يهجو رسول الله ﷺ، فقبل ﷺ إسلامه ومدحه، وأثابه. غزوة تبوك هذه آخر غزوة غزاها رسول الله ﷺ بنفسه. وكان رجوع النبى ﷺ من عمرته بعد حصار الطائف- كما ذكرنا- فى آخر ذى القعدة من سنة ثمان.

(١) فى الأصل: الأعراب.

1 / 198