Les Complets des Biographies du Prophète
جوامع السيرة النبوية
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Numéro d'édition
-
Lieu d'édition
بيروت
قبيلة، إلى أن جاء موكب رسول الله ﷺ فى المهاجرين والأنصار، رضوان الله عليهم، خاصة، كلهم فى الدروع والبيض. فقال أبو سفيان: من هؤلاء؟ قال: هذا رسول الله ﷺ فى المهاجرين والأنصار، فقال:
والله ما لأحد بهؤلاء من قبل. والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما. فقال العباس: إنه النبوة يا أبا سفيان. قال: فهذا إذن.
فقال العباس: يا أبا سفيان، النجاء إلى قومك «١» . فأسرع أبو سفيان.
فلما أتى مكة عرفهم بما أحاط بهم، وأخبرهم بتأمين رسول الله ﷺ كل من دخل داره، أو المسجد، أو دار أبى سفيان.
وتأبش «٢» قوم ليقاتلوا، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ وقد رتب الجيش.
وكان قد جعل الراية بيد سعد بن عبادة، ثم بلغه أنه قال: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة. فأمر رسول الله ﷺ أن يدفع الراية إلى الزبير بن العوام، وقيل: إلى على بن أبى طالب، وقيل: إلى قيس بن سعد ابن عبادة، وكان الزبير على الميسرة، وخالد بن الوليد على الميمنة، وفيها أسلم وغفار ومزينة وجهينة، وكان أبو عبيدة بن الجراح على مقدمة موكب النبى ﷺ، وسرب رسول الله ﷺ الجيوش من ذى طوى، وأمر الزبير بالدخول، من ذى كداء، فى أعلى مكة، وأمر خالدا بالدخول من الليط، أسفل مكة، وأمرهم بقتال من قاتلهم.
وكان عكرمة بن أبى جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، قد جمعوا جميعا بالخندمة ليقاتلوا، فناوشهم أصحاب خالد القتال. وأصيب من المسلمين رجلان، وهما: كرز بن جابر، من بنى محارب بن فقر، وخنيس.
_________
(١) النجاء إلى قومك: السرعة أى أسرع إليهم وأعلمهم بما رأيت.
(٢) تأبش قوم تجمعوا وتجيشوا ليقاتلوا المسلمين.
1 / 183