Les joyaux sublimes dans l'exégèse du Coran
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
ونصبها على المصدر في موضع الحال وقولهم يا حسرتنا على ما فرطنا فيها نداء الحسرة على تعظيم الأمر وتشنيعه وفرطنا معناه قصرنا والضمير في قوله فيها عائد على الساعة أي في التقدمة لها قاله الحسن ويحتمل أن يعود الضمير على الدنيا إذ المعنى يقتضيها وتجيء الظرفيه أمكن قلت قال عبد الحق في العاقبة لا يعرف مقدار الحياة إلا الموتى لأنهم قد ظهرت لهم الأمور وانكشفت لهم الحقائق وتبدت لهم المنازل وعلموا مقدار الأعمال الصالحة ولما استبان لهم ذلك وعلموا مقدار ما ضيعوا وقيمة ما فيه فرطوا ندموا وأسفوا وودوا أنهم إلى الدنيا رجعوا فالذي عمل صالحا ود أن لو رجع إلى الدنيا ليزداد من عمله الصالح ويكثر من تجره الرابح والمقصر يود أنه لو رد ليستدرك ما فيه فرط وقد قال عليه السلام ما من أحد يموت إلا ندم قالوا وما ندامته يا رسول الله قال إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد وإن كان مسيأ ندم أن لا يكون نزع خرجه الترمذي انتهى وقوله تعالى وهم يحملون الواو واو الحال والأوزار جمع وزر بكسر الواو وهو الثقل من الذنوب والوزر هنا تجوز وتشبيه بثقل الأحمال ومن قال أنه من الوزر وهو الجبل الذي يلجأ إليه فهو قول غير بين وقال الطبري وغيره هذا على جهة الحقيقة ورووا في ذلك خبرا أن المؤمن يلقاه عمله في أحسن صورة وافوحها فيسلم عليه ويقول طال ما ركبتك في الدنيا وأجهدتك فاركبني اليوم قال فيحمله تمثال العمل وان الكافر يلقاه عمله في أقبح صورة وانتنها فيشتمه ويقول أنا عملك الخبيث طال ما ركبتني في الدنيا بشهواتك فانا اركبك اليوم قال فيحمل تمثال عمله الخبيث واو زاره على ظهره قلت والأحاديث الصحيحة في معنى ما ذكره الطبري كثيرة كأحاديث مانعى الزكاة وغيرها قال مكي وروى المقبري عن أبي هريرة في حديث يرفعه قال إذا كان يوم القيامة بعث الله مع كل امرئ مؤمن عمله وبعث مع الكافر عمله فلا يرى المؤمن شيأ يروعه ولا
Page 514