409

Les Joyaux Magnifiques dans l'Exégèse du Coran

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Genres

قال * ع *: وهذا هو التأويل الراجح، وتأمل قوله تعالى: { لم يكن الله ليغفر لهم }؛ فإنها عبارة تقتضي أن هؤلاء محتوم عليهم من أول أمرهم؛ ولذلك ترددوا، وليست هذه العبارة مثل أن يقول: لا يغفر الله لهم، بل هي أشد، فتأمل الفرق بين العبارتين؛ فإنه من دقيق غرائب الفصاحة التي في كتاب الله سبحانه.

[4.138-139]

وقوله تعالى: { بشر المنفقين بأن لهم عذابا أليما... } الآية: في هذه الآية دليل ما على أن التي قبلها إنما هي في المنافقين، ثم نص سبحانه من صفات المنافقين على أشدها ضررا، وهي موالاتهم الكافرين، واطراحهم المؤمنين، ونبه على فساد ذلك؛ ليدعه من عسى أن يقع في نوع منه من المؤمنين؛ غفلة، أو جهالة، أو مسامحة ثم وقفهم سبحانه؛ على جهة التوبيخ، فقال: { أيبتغون عندهم العزة }؛ والإستكثار، أي: ليس الأمر كذلك؛ فإن العزة لله جميعا يؤتيها من يشاء، وقد وعد بها المؤمنين، وجعل العاقبة للمتقين، والعزة أصلها الشدة والقوة؛ ومنه:

وعزني في الخطاب

[ص:23] أي: غلبني بشدته.

[4.140]

وقوله سبحانه: { وقد نزل عليكم في الكتب... } الآية: مخاطبة لجميع من أظهر الإيمان من محقق ومنافق؛ لأنه إذا أظهر الإيمان، فقد لزمه امثتال أوامر كتاب الله تعالى، والإشارة بهذه الآية إلى قوله تعالى:

وإذا رأيت الذين يخوضون في ءايتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره

[الأنعام:68] إلى نحو هذا من الآيات، والكتاب في هذا الموضع القرآن، وفي الآية دليل قوي على وجوب تجنب أهل البدع والمعاصي، وألا يجالسوا، وقد قيل: [الطويل]

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه

Page inconnue