Les Joyaux Magnifiques dans l'Exégèse du Coran
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
وقوله: { فقد احتمل بهتنا }: تشبيه، إذ الذنوب ثقل ووزر، فهي كالمحمولات، و { بهتنا }: معناه: كذبا، ثم وقف الله تعالى نبيه على مقدار عصمته له، وأنها بفضل منه سبحانه ورحمته.
وقوله تعالى: { لهمت }: معناه: لجعلته همها وشغلها، حتى تنفذه؛ وهذا يدل على أن الألفاظ عامة في غير أهل النازلة، وإلا فأهل التعصب لبني أبيرق قد وقع همهم وثبت، ثم أخبر تعالى أنهم لا يضلون إلا أنفسهم، وما يضرونك من شيء، قلت: ثم ذكر سبحانه ما أنعم به على نبيه من إنزال الكتاب، والحكمة، وتعليمه ما لم يكن يعلم، قال ابن العربي في رحلته: اعلم أن علوم القرآن ثلاثة أقسام: توحيد، وتذكير، وأحكام، وعلم التذكير هو معظم القرآن، فإنه مشتمل على الوعد والوعيد، والخوف والرجاء، والقرب وما يرتبط بها، ويدعو إليها ويكون عنها، وذلك معنى تتسع أبوابه، وتمتد أطنابه. انتهى، وباقي الآية وعد كريم لنبيه عليه السلام ، وتقرير نعمه لديه سبحانه، لا إله غيره.
[4.114]
وقوله تعالى: { لا خير في كثير من نجوهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلح بين الناس... } الآية: الضمير في { نجوهم }: عائد على الناس أجمع، وجاءت هذه الآيات عامة التناول، وفي عمومها يندرج أصحاب النازلة، وهذا من الفصاحة والإيجاز المضمن الماضي والغابر في عبارة واحدة، قال النووي وروينا في كتابي «الترمذي» و «ابن ماجة»، عن أم حبيبة (رضي الله عنها)، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمرا بمعروف، أو نهيا عن منكر، أو ذكرا لله تعالى "
انتهى.
والنجوى: المسارة، وقد تسمى بها الجماعة؛ كما يقال: قوم عدل، وليست النجوى بمقصورة على الهمس في الأذن، والمعروف لفظ يعم الصدقة والإصلاح وغيرهما، ولكن خصا بالذكر؛ اهتماما؛ إذ هما عظيما الغناء في مصالح العباد، ثم وعد تعالى بالأجر العظيم على فعل هذه الخيرات بنية وقصد لرضا الله تعالى.
[4.115-116]
وقوله تعالى: { ومن يشاقق الرسول... } الآية: لفظ عام نزل بسبب طعمة بن أبيرق؛ لأنه ارتد وسار إلى مكة، فاندرج الإنحاء عليه في طي هذا العموم المتناول لمن اتصف بهذه الصفات إلى يوم القيامة.
وقوله: { نوله ما تولى }: وعيد بأن يترك مع فاسد اختياره في تودد الطاغوت، ثم أوجب تعالى؛ أنه لا يغفر أن يشرك به، وقد مضى تفسير مثل هذه الآية.
Page inconnue