Les Joyaux Magnifiques dans l'Exégèse du Coran
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
وقوله تعالى: { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمنت إلى أهلها... } الآية: قال ابن جريج وغيره: الآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم في أمر مفتاح الكعبة حين أخذه من عثمان بن طلحة، ومن ابن عمه شيبة، فطلبه العباس بن عبد المطلب؛ ليضيف السدانة إلى السقاية، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة، وكسر ما كان فيها من الأوثان، وأخرج مقام إبراهيم، ونزل عليه جبريل بهذه الآية، قال عمر ابن الخطاب: فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ هذه الآية، وما كنت سمعتها قبل منه، فدعا عثمان وشيبة، فقال لهما: خذاها خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم، ثم الآية بعد تتناول الولاة فيما لديهم من الأمانات في قسمة الأموال، ورد الظلامات، وعدل الحكومات، وتتناول من دونهم من الناس؛ في حفظ الودائع، والتحرز في الشهادات، وغير ذلك؛ كالرجل يحكم في نازلة ما ونحوه، والصلاة والزكاة والصيام وسائر العبادات أمانات لله تعالى، قال ابن العربي في «أحكامه»: هذه الآية في أداء الأمانة، والحكم بين الناس عامة في الولاة والخلق؛ لأن كل مسلم عالم، بل كل مسلم حاكم، ووال، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، وهم الذين يعدلون في أنفسهم وأهليهم وما ولوا "
وقال صلى الله عليه وسلم:
" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع في أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والعبد راع في مال سيده، وهو مسؤول عنه، وكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته "
، فهذه الأحاديث الصحيحة تدل على ما قلناه. انتهى.
و { نعما }: أصله: «نعم ما»؛ سكنت الميم الأولى، وأدغمت في الثانية، وحركت العين ؛ لإلتقاء الساكنين، وخصت بالكسر؛ إتباعا للنون، و «ما» المردوفة على «نعم» إنما هي مهيئة لاتصال الفعل بها، ومع أنها موطئة، فهي بمعنى «الذي».
[4.59]
وقوله تعالى: { يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول... } الآية: لما تقدم إلى الولاة في الآية المتقدمة، تقدم في هذه إلى الرعية، فأمر بطاعته عز وجل، وهي امتثال أوامره ونواهيه، وطاعة رسوله، وطاعة الأمراء؛ على قول الجمهور، وهو قول ابن عباس وغيره، فالأمر على هذا التأويل هو ضد النهي؛ ومنه لفظة «الأمير»، وقال جابر وجماعة: «أولو الأمر»: أهل القرآن والعلم.
قال عطاء: طاعة الرسول هي اتباع سنته، يعني: بعد موته، ولفظ ابن العربي في «أحكامه» قال: قوله تعالى: { وأولي الأمر منكم... } فيها قولان:
الأول: قال ميمون بن مهران: هم أصحاب السرايا، وروى في ذلك حديثا، وهو اختيار البخاري، وروي عن ابن عباس أنها نزلت في عبد الله بن حذافة، إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية.
Page inconnue