Les Joyaux Magnifiques dans l'Exégèse du Coran
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
وقوله تعالى: { ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا }: نهي منه سبحانه للأوصياء عن أكل أموال اليتامى بغير الواجب المباح لهم ، والإسراف: الإفراط في الفعل، والسرف: الخطأ في مواضع الإنفاق، وبدارا: معناه: مبادرة كبرهم، أي أن الوصي يستغنم مال محجوره، وأن يكبروا: نصب ب «بدار»، ويجوز أن يكون التقدير مخافة أن يكبروا.
وقوله تعالى: { ومن كان غنيا فليستعفف } ، يقال: عف الرجل عن الشيء، واستعف، إذا أمسك، فأمر الغني بالإمساك عن مال اليتيم؛ وأباح الله للوصي الفقير أن يأكل من مال يتيمه بالمعروف.
واختلف العلماء في حد { المعروف } ، فقال ابن عباس وغيره: إنما يأكل الوصي بالمعروف؛ إذا شرب من اللبن، وأكل من التمر بما يهنأ الجرباء، ويلط الحوض، ويجد التمر، وما أشبهه، قلت: يقال للقطران: الهنا؛ في لغة العرب؛ كذا رأيته منصوصا عليه.
وقوله تعالى: { فإذا دفعتم إليهم أمولهم فأشهدوا عليهم }: أمر من الله تعالى بالتحرز والحزم، وهذا هو الأصل في الإشهاد في المدفوعات كلها؛ إذا كان حبسها أولا معروفا.
قال * ع *: والأظهر أن { حسيبا } هنا: معناه: حاسبا أعمالكم، ومجازيا بها، ففي هذا وعيد لكل جاحد حق.
وقوله سبحانه: { للرجال نصيب مما ترك الولدان والأقربون... } الآية: قال قتادة وغيره: سبب نزول هذه الآية أن العرب كان منها من لا يورث النساء، ويقولون: لا يرث إلا من طاعن بالرمح، وقاتل بالسيف.
[4.8]
وقوله تعالى: { وإذا حضر القسمة أولوا القربى... } الآية: اختلف فيمن خوطب بهذه الآية، فقيل: الخطاب للوارثين، وقيل: للمحتضرين؛ والمعنى: إذا حضركم الموت، أيها المؤمنون، وقسمتم أموالكم بالوصية، وحضركم من لا يرث من ذوي القرابة، واليتامى، فارزقوهم منه؛ قاله ابن عباس وغيره.
واختلف، هل هي منسوخة بآية المواريث، أو هي محكمة؟ وعلى أنها محكمة، فهل الأمر على الوجوب، فيعطى لهم ما خف، أو على الندب؟ خلاف.
والضمير في قوله: { فارزقوهم } ، وفي قوله: { لهم }: عائد على الأصناف الثلاثة، والقول المعروف: كل ما يتأنس به؛ من دعاء، أو عدة، أو غير ذلك.
Page inconnue