Les Joyaux Magnifiques dans l'Exégèse du Coran
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
قال ابن عباد: قال الإمام أبو القاسم القشيري (رحمه الله): التفكر نعت كل طالب، وثمرته الوصول بشرط العلم، ثم فكر الزاهدين: في فناء الدنيا، وقلة وفائها لطلابها؛ فيزدادون بالفكر زهدا، وفكر العابدين: في جميل الثواب، فيزدادون نشاطا ورغبة فيه، وفكر العارفين: في الآلاء والنعماء؛ فيزدادون محبة للحق سبحانه. انتهى.
وقوله تعالى: { ربنا ما خلقت هذا بطلا } ، أي: يقولون: يا ربنا؛ على النداء، ما خلقت هذا باطلا، يريد: لغير غاية منصوبة، بل خلقته، وخلقت البشر؛ لينظروا فيه؛ فيوحدوك، ويعبدوك؛ فمن فعل ذلك نعمته، ومن ضل عن ذلك، عذبته، وقولهم: { سبحنك } ، أي: تنزيها لك عما يقول المبطلون، وقولهم: { ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته } ، أي: فلا تفعل ذلك بنا، والخزي: الفضيحة المخجلة الهادمة لقدر المرء.
قال أنس بن مالك، والحسن بن أبي الحسن، وابن جريج، وغيرهم: هذه إشارة إلى من يخلد في النار، وأما من يخرج منها بالشفاعة والأمان، فليس بمخزى، أي: وما أصابه من عذابها، إنما هو تمحيص لذنوبه.
وقوله سبحانه: { وما للظلمين من أنصار }: هو من قول الداعين.
[3.193-194]
وقوله سبحانه: { ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمن... } الآية: حكاية عن أولي الألباب، قال أبو الدرداء: يرحم الله المؤمنين؛ ما زالوا يقولون: ربنا ربنا، حتى استجيب لهم، قال ابن جريج وغيره: المنادي محمد صلى الله عليه وسلم، وقال محمد بن كعب القرظي: المنادي كتاب الله، وليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعه، وقولهم: { ما وعدتنا على رسلك } ، معناه: على ألسنة رسلك، وقولهم: { ولا تخزنا يوم القيمة إنك لا تخلف الميعاد }: إشارة إلى قوله تعالى:
يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه
[التحريم:8] فهذا وعده تعالى، وهو دال على أن الخزي إنما هو مع الخلود.
قال * ص *: قال أبو البقاء: الميعاد مصدر بمعنى الوعد. انتهى.
[3.195-198]
Page inconnue