Les Joyaux Magnifiques dans l'Exégèse du Coran
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
وقوله تعالى: { مثل ما ينفقون في هذه الحيوة الدنيا كمثل ريح... } الآية: وقع في الآية التشبيه بين شيئين وشيئين، وترك من كل منهما ما دل عليه الكلام، وهذه غاية الإيجاز والبلاغة، وجمهور المفسرين على أن { ينفقون } يراد به الأموال التي كانوا ينفقونها في التحنث، أي: يبطلها كفرهم؛ كما تبطل الريح الزرع، والصر: البرد الشديد المحرق لكل ما يهب عليه، والحرث: شامل للزرع والثمار.
وقوله سبحانه: { حرث قوم ظلموا أنفسهم... } الآية: من أهل العلم من يرى أن كل مصائب الدنيا، فإنما هي بمعاصي العبيد، وينتزع ذلك من غير ما آية في القرآن، فيستقيم على قوله؛ أن كل حرث تحرقه ريح، فإنما هو لمن قد ظلم نفسه، والضمير في قوله: { وما ظلمهم الله } للكفار الذين تقدم ضميرهم في { ينفقون } ، وليس هو للقوم ذوي الحرث.
[3.118-119]
وقوله تعالى: { يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا بطانة } ، أي: لا تتخذوا من الكفار، واليهود، والمنافقين أخلاء تأنسون بهم في الباطن، وتفاوضونهم في الآراء.
وقوله سبحانه: { من دونكم } ، يعني: من دون المؤمنين.
وقوله سبحانه: { لا يألونكم خبالا }: معناه: لا يقصرون لكم فيما فيه فساد عليكم، تقول: ما ألوت في كذا، أي: ما قصرت، بل اجتهدت، والخبال: الفساد، قال ابن عباس: كان رجال من المؤمنين يواصلون رجالا من اليهود للحلف والجوار الذي كان بينهم في الجاهلية، فنزلت الآية في ذلك، وقال ابن عباس أيضا، وقتادة، والربيع، والسدي: نزلت في المنافقين.
قال * ع *: ويدخل في هذه الآية استكتاب أهل الذمة، وتصريفهم في البيع والشراء، ونحو ذلك، و «ما» في قوله: { ما عنتم }: مصدرية، فالمعنى: ودوا عنتكم، والعنت: المشقة والمكروه يلقاه المرء، وعقبة عنوت، أي: شاقة.
قال * ص *: قال الزجاج: عنتكم، أي: مشقتكم، وقال ابن جرير: ضلالكم، وقال الزبيدي: العنت: الهلاك. اه.
وقوله تعالى: { قد بدت البغضاء من أفوههم } ، أي: فهم فوق المستتر الذي تبدو البغضاء في عينيه، وخص سبحانه الأفواه بالذكر دون الألسنة إشارة إلى تشدقهم وثرثرتهم في أقوالهم هذه، ثم قال سبحانه للمؤمنين: { قد بينا لكم الآيت إن كنتم تعقلون }؛ تحذيرا وتنبيها، وقد علم سبحانه؛ أنهم عقلاء، ولكن هذا هز للنفوس، كما تقول: إن كنت رجلا، فافعل كذا وكذا.
وقوله: { هأنتم أولآء تحبونهم }: الضمير في «تحبونهم» للذين تقدم ذكرهم في قوله: { بطانة من دونكم } ، قال: * ص *: { وتؤمنون بالكتب كله } ، قال أبو البقاء: الكتاب، هنا: جنس، أي: بالكتب كلها. اه.
Page inconnue