Les Joyaux Magnifiques dans l'Exégèse du Coran
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
قال ابن زيد وغيره: إن الله تعالى أعلمهم أن الخليفة سيكون من ذريته قوم يفسدون، ويسفكون الدماء؛ فقالوا لذلك هذه المقالة: إما على طريق التعجب من استخلاف الله من يعصيه، أو من عصيان من يستخلفه الله في أرضه وينعم عليه بذلك، وإما على طريق الاستعظام والإكبار للفصلين جميعا؛ الاستخلاف، والعصيان.
وقال أحمد بن يحيى ثعلب وغيره: إنما كانت الملائكة قد رأت، وعلمت ما كان من إفساد الجن، وسفكهم الدماء في الأرض؛ فجاء قولهم: { أتجعل فيها... } الآية؛ على جهة الاستفهام المحض، هل هذا الخليفة يا ربنا على طريقة من تقدم من الجن أم لا؟
وقال آخرون: كان الله تعالى قد أعلم الملائكة؛ أنه يخلق في الأرض خلقا يفسدون، ويسفكون الدماء، فلما قال لهم سبحانه بعد ذلك: { إني جاعل } قالوا: ربنا { أتجعل فيها... } الآية؛ على جهة الاسترشاد والاستعلام، هل هذا الخليفة هو الذي كان أعلمهم به سبحانه قبل، أو غيره؟ ونحو هذا في «مختصر الطبري»، قال: وقولهم: { أتجعل فيها } ليس بإنكار لفعله عز وجل وحكمه، بل استخبار، هل يكون الأمر هكذا، وقد وجهه بعضهم بأنهم استعظموا الإفساد وسفك الدماء؛ فكأنهم سألوا عن وجه الحكمة في ذلك؛ إذ علموا أنه عز وجل لا يفعل إلا حكمة.
انتهى.
* ت *: والعقيدة أن الملائكة معصومون، فلا يقع منهم ما يوجب نقصانا من رتبتهم، وشريف منزلتهم صلوات الله وسلامه على جميعهم والسفك صب الدم، هذا عرفه، وقولهم: { ونحن نسبح بحمدك }.
قال بعض المتأولين: هو على جهة الاستفهام؛ كأنهم أرادوا: { ونحن نسبح بحمدك } الآية، أم نتغير عن هذه الحال؟
قال: * ع *: وهذا يحسن مع القول بالاستفهام المحض في قولهم: { أتجعل }.
وقال آخرون: معناه: التمدح ووصف حالهم، وذلك جائز لهم؛ كما قال يوسف:
إني حفيظ عليم
[يوسف:55]، وهذا يحسن مع التعجب والاستعظام؛ لأن يستخلف الله من يعصيه في قولهم: { أتجعل } ، وعلى هذا أدبهم بقوله تعالى: { إني أعلم ما لا تعلمون } ، ومعنى: { نسبح بحمدك }: ننزهك عما لا يليق بصفاتك، وقال ابن عباس وابن مسعود: تسبيح الملائكة صلاتهم لله سبحانه، وقال قتادة: تسبيحهم قولهم: «سبحان الله»؛ على عرفه في اللغة، و { بحمدك }: معناه نصل التسبيح بالحمد، ويحتمل أن يكون قولهم: { بحمدك } اعتراضا بين الكلامين؛ كأنهم قالوا: ونحن نسبح ونقدس، وأنت المحمود في الهداية إلى ذلك، وخرج مسلم في صحيحه عن أبي ذر؛ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
Page inconnue