Les Joyaux Magnifiques dans l'Exégèse du Coran
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Genres
وما جعلناها وصرفناك إليها إلا فتنة، وروي في ذلك؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حول إلى الكعبة، أكثر في ذلك اليهود والمنافقون، وارتاب بعض المؤمنين؛ حتى نزلت الآية، ومعنى: { لنعلم } ، أي؛ ليعلم رسولي والمؤمنون به، والقاعدة نفي استقبال العلم بعد أن لم يكن، و { ينقلب على عقبيه } عبارة عن المرتد، والرجوع على العقب أسوأ حالات الراجع.
وقوله تعالى: { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله... } الآية: الضمير في «كانت» راجع إلى القبلة إلى بيت المقدس، أو إلى التحويلة إلى الكعبة، حسبما تقدم من الخلاف في القبلة، «وكبيرة» هنا معناه: شاقة صعبة، تكبر في الصدور، ولما حولت القبلة، كان من قول اليهود: يا محمد، إن كانت الأولى حقا، فأنت الآن على باطل، وإن كانت هذه حقا، فكنت في الأولى على ضلال، فوجمت نفوس بعض المؤمنين، وأشفقوا على من مات قبل التحويل من صلاتهم السالفة، فنزلت: { وما كان الله ليضيع إيمنكم } ، أي: صلاتكم، قاله ابن عباس وغيره، وسمى الصلاة إيمانا لما كانت صادرة عن الإيمان؛ ولأن الإيمان هو القطب الذي عليه تدور الأعمال، فذكره إذ هو الأصل، ولئلا يندرج في اسم الصلاة صلاة المنافقين إلى بيت المقدس، فذكر المعنى الذي هو ملاك الأمر، وأيضا سميت إيمانا؛ إذ هي من شعب الإيمان.
* ت *: وفي العتبية من سماع ابن القاسم، قال مالك: قال الله تبارك وتعالى: { وما كان الله ليضيع إيمنكم } قال: هي صلاة المؤمنين إلى بيت المقدس، قال ابن رشد؛ وعلى هذا القول أكثر أهل التفسير، وقد قيل: إن المعنى في ذلك، وما كان الله ليضيع إيمانكم بفرض الصلاة عليكم إلى بيت المقدس. انتهى من «البيان».
والرأفة: أعلى منازل الرحمة.
[2.144-145]
وقوله تعالى: { قد نرى تقلب وجهك في السماء... } الآية: المقصد تقلب البصر، وأيضا: فالوجه يتقلب بتقلب البصر، قال قتادة وغيره: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في الدعاء إلى الله تعالى؛ أن يحوله إلى قبلة مكة، ومعنى التقلب نحو السماء: أن السماء جهة قد تعود العالم منها الرحمة؛ كالمطر، والأنوار، والوحي، فهم يجعلون رغبتهم حيث توالت النعم.
قال: * ص *: { فلنولينك }: يدل على تقدير حال، أي: قد نرى تقلب وجهك في السماء طالبا قبلة غير التي أنت مستقبلها، فلنولينك. انتهى.
و { ترضاها }: معناه: تحبها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الكعبة والتحول عن بيت المقدس؛ لوجوه ثلاثة رويت:
أحدها: لقول اليهود: «ما علم محمد دينه؛ حتى اتبعنا»؛ قاله مجاهد.
الثاني: ليصيب قبلة إبراهيم - عليه السلام - قاله ابن عباس.
Page inconnue