و(الرحمن): فعلان، مِن (رحم) بالكسر، صفة مشبهة.
وقيل: علم ابن (١) العربي، [و] هو: الاسم الأعظم، ولا يجوز أن يقال لغيره.
و(الرحيم): فعيل مِن (رحم)، لكن في (الرحمن) مِن المبالغة ما ليس فيه، واشتقاقهما مِن الرحمة، وهي هنا مجاز عن الإنعام، لا الرأفة التي تحدث في القلب؛ لاستحالتها في حقه تعالى.
وقال بعضهم: الرحمن والرحيم واحد؛ لأنهما مِن الرحمة، وهي ترك عقوبة من يستحقها.
وقيل: إرادة الخير لأهله، وهي أصلها الرقة والتعطف مِن الرحم؛ لرقتها وانعطافها على ما فيها، لكن في الرحمن زيادة مبالغة، وهو عام معنى؛ لأنه الرازق لكافة الخلق في الدنيا، وخاص لفظًا؛ لأن غيره -تعالى- لم يسم رحمن، وما شذ مِن قولهم في مسيلمة الكذاب:
* وأنت غيث الورى لا زلت رحمانا (٢) *
فلا اعتداد به. وأجاب الزمخشري بأنه مِن باب تعنتهم في كفرهم.