فلا يعلم ما أراد بقوله «مسرَّجا» حتى اختلف أئمة اللغة في تخريجة.
فقال «ابن دريد» يريد ان انفه في الاستواء والدقة كالسيف السّريجي.
وقال «ابن سيده» يريد انه في البريق واللمعان كالسراج (١) .
فلهذا يحتار السامع في فهم المعنى المقصود لتردد الكلمة بين معنيين بدون «قرينة» تعين المقصود منهما.
فلأجل هذا التردد، ولأجل أن مادة (فعل) تدل على مجرد نسبة شيء لشيء، لا على النسبة التشبيهية: كانت الكلمة غير ظاهرة الدلالة على المعنى. فصارت غريبة.
وأما مع القرينة فلا غرابة - كلفظة «عزَّر» في قوله تعالى: (فالذين امنوا وعزروه ونصروه) فانها مشتركة بين التعظيم والإهانة.
ولكن ذكر النصر قرينة على ارادة التعظيم.
القسم الثاني: ما يعاب استعماله لاحتياج إلى تتبع اللغات وكثرة البحث والتفتيش في المعاجم «قواميس متن اللغة المطولة»:
«أ» فمنه ما يعثر فيها على تفسير بعد كدّ. وبحث - نحو: تكأكأتم «بمعنى
_________
(١) - أي ولفظة مسرج غير ظاهر الدلالة على ما ذكر، لأن فعل إنما يدل على مجرد النسبة، وهي لا تدل على التشبيه، فاخذه منها بعيد - لهذا أدخل الحيرة على السامع في فهم المعنى المقصود من الكلمة لترددها
1 / 22