أنّى أجودُ لأقوامِ وان ضنُنوا
من طول إملالٍ وظهرٍ مُملِلٍ (١)
(١) وقال ابن جحدر:
حلَفتُ بما أرفلت حَوله ... هَمَرجَلةٌ خُلُقها شَبظَمُ (٢)
_________
(١) الوجى الجفا: والأظلل باطن خف البعير - وخالف القياس بفك الادغام..
تنبيهات: الأول من عيوب فصاحة اللفظة المفردة كونها مبتذلة - أي عامية ساقطة للقالق والشنطار ونحوهما والابتذال ضربان:
(١) ما استعمله العامة ولم تغيره عن وضعه، فسخف وانحطت رتبته، واصبح استعماله لدى الخاصة معيبًا، كلفظة البرسام في قول المتنبي.
إن بعضًا من القريض هراء ليس شيئًا وبعضه إحكام
فيه ما يجلب البراعة والفهم وفيه ما يجلب البرسام
وكلفظة الخاز باز في قوله:
ومن الناس من تجوز عليهم شعراء كأنها الخازباز
(٢) ما استعملته العامة دالا على غير ما وضع له، وليس بمستقبح ولا مكروه كقول المتلمس:
وما شَبرقَت من تَنُو فِيَّةٍ ... وقد أتناسى الهم عند احتضاره بناج عليه الصيعرية مكدم
وكقول أبي نواس:
اختصم الجود والجمال فيك فصارا إلى جدال
فقال هذا يمينه لي للعرف والبذل والنوال
وقال هذاك وجهه لي للظرف والحسن والكمال
فافترقا فيك عن تراض كلاهما صادق المقال
فوصف في الأول: البعير بالصيعرية، وهي مختصة بالنوق، وفي الثاني: الوجه بالظرف وهو في اللغة مختص بالنطق للفالق والشنطار - ونحوهما.
(الثاني) لا تستعمل الألفاظ المبهمة إذا كان غرضك التعيين واحضار صورة الشيء، أو المعنى المراد في الذهن.
(الثالث) لا تستعمل اللفظ المشترك الامع قرينة تبين المراد من معانيه المشتركة
(٢) الأرقال: الاسراع: الهمرجلة، الناقة السريقة، الشيظم، الطويل الجسيم من الابل والخيلن شبرقت - قطعت - التنوفية والتنوفة المفازة: الوحي، الصوت الخفي - زيزيزم: حكاية أصوات الجن.
(١) الهبق، الظليم (ذكر النعام) شام البرق نظر إليه أين يقصد، واين يمطر واستعمل هنا للنظر إلى الأفرخ، النأى، البعد.
(٢) الدمية، الصورة المنقوشة المزينة فيها حمرة كالدم، تضرب مثلا في الحسن المرمر، الرخام، الآجر ما يبنى به - القرمد، بفتح القاف ما يطلى به للزينة، وقيل حجارة لها خروق يوقد عليها فتنضج ويبنى بها، وقيل الخزف المطبوخ.
1 / 29