204

Jawahir Adab

جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب

Chercheur

لجنة من الجامعيين

Maison d'édition

مؤسسة المعارف

Lieu d'édition

بيروت

Genres

ولا يجعل لهم ذمة لأنهم أول من فتح باب الفرقة وتدرع جلباب الفتنة وربض في شق العصا ولكنه يقتل أعلامهم ويأسر قوادهم ويطلب هربهم في لجج البحار وقلل الجبال وحميل الأدوية وبطون الأرض تقتيلًا وتغليلًا وتنكيلًا حتى يدع الديار خرابًا والنساء أيامى، وهذا أم لا نعرف له في كتبنا وقتًا ولا نصحح منه غير ما قلنا تفسيرًا وأما موسى ولي عهدي فهذا أو أن توجه إلى خراسان وحلوله بجرجان وما قضي الله له من الشخوص إيها والمقام فيها خير للمسلمين مغبة له بإذن الله عاقبة من المقام بحيث يغمر في لجج بحورنا ومدافع سيولنا ومجاميع أمواجنا فيتصاغر عظيم فضله ويتدأب مشرق نوره ويتقلل كثير ما هو كائن منه فمن يصحبه من الوزراء ويختار له من الناس. قال محمد بن الليث: أيها المهدي إن ولي عهدك أصبح لأمتك وأهل ملتك علمًا قد تثنت نحوه أعناقها ومجت سمته أبصارها وقد كان لقرب داره منك ومحل جواره لك عطل الحال غفل الأمر واسع العذر فأما إذا انفرد بنفه وخلا بنظره وصار إلى تدبيره فإن من شأن العامة أن تتفقد مخارج رأيه وتستنصت لمواقع آثاره وتسأل عن حوادث أحواله في بره ومرحمته وإقساطه ومعدلته وتدبير سياسته ووزرائه وأصحابه ثم يكون ما سق إليهم أغلب الأشياء عليهم وأملك الأمور بهم وألزمها لقلوبهم وأشدها استمالة لرأيه وعطفًا لأهوائهم فلا يفتأ المهدي وفقه الله ناظرًا له فيما يقوي عمد مملكته ويسدد أركان ولايته وتستجمع رضاء أمته هو أزين لحاله وأظهر لجماله وأفضل مغبة لأمه وأجل موقعًا في قلوب رعيته وأحمد حالًا في نفوس ملته ولا أدفع مع ذلك باستجماع الأهواء له وأبلغ في استعطاف القلوب عليه من مرحمة تظهر من فعله ومعدلة تنتشر عن ثر ومحبة للخير وأهله وأن يختار المهدي وفقه الله من خيار أهل كل

1 / 251