قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: هم أكثر الذين تلقاهم مصبحا وممسيا؛ فيلحظونك بعيون ملؤها الود، ويبسمون لك عن ثغور مشرقة رفيقة ومن ورائها الظلمة والعذاب، وهم الذين يحسنون التودد إليك والتلطف لك، ولا سيما حين تحدث الأحداث وتلم الخطوب.
ولكن «نيتشة» يا بني صاحب قسوة وسطوة وعنف، فاقرأ إن شئت قول الله عز وجل:
ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور .
سخرية
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: قرأت فيما قرأت من شعر «كاتول» مقطوعة يهيئ فيها نفسه للموت، بل يحث فيها نفسه على الموت؛ لأن فلانا وفلانا من مواطنيه قد رقيا إلى منصب القنصل؛ فأعجبتني سخريته اللاذعة.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: كما أعجبني قول الشاعر العربي:
تأهبوا للحدث النازل
قد قرئ الشعر على كامل
تقدير
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ما بال الناس يضطربون للتولية والعزل في مصر أكثر مما يضطربون لهما في البلادة الحرة الأخرى؟
Page inconnue