Le Côté Émotionnel de l'Islam
الجانب العاطفي من الإسلام
Genres
ذكر الطيار الروسى " تيتوف " مشاهده وهو فى الفضاء يدور بسفينته العجيبة حول الأرض، لقد رأى مظاهر كونية شتى كلها ساحر رائع، ثم قال: "ولكن أروع من هذا كله منظر الأرض وهى معلقة فى الفضاء، إنه منظر لا يستطيع الإنسان أن ينساه ولا أن يضيعه من خياله، كرة تشبه الصور المرسومة لها فى الخرائط، معلقة فى الفضاء ليس هناك من يحملها، كل ما حولها فراغ... فراغ... فراغ. وقد أصبت بالذهول مدة لحظات، وسألت نفسى فى دهشة: ترى ما الذى يبقيها معلقة هكذا هناك... "؟. والجواب: من إلا الله؟ إن هذا السؤال الذى توحى به الفطرة البريئة، لا نرى 120
أيسر ولا أصرح ولا أخصر من إجابة القرآن الكريم عليه (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده) . إنه هو الذى أبقاها معلقة هكذا فى مكانها، كما أبقى القمر والشمس اللذين نراهما ليلا ونهارا، لا ركيزة للأحد هذه الكواكب إلا أعمدة القدرة العليا. قال تعالى: (خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) . إن سفينة الفضاء التى قبع فى داخلها تيتوف، لم تنطلق من تلقاء نفسها ولم تتجمع آلاتها، وأجهزتها خبط عشواء، ولم تقم برحلتها السماوية دون نظام محكم رسمه لها أذكى العلماء. فهل يا ترى انطلقت الأرض فى فضائها من تلقاء نفسها، ودون مشرف على حركتها، ودون تقدير دقيق لصلتها بغيرها من شتى الكواكب، ودون رعاية لحاجات الألوف المؤلفة من الأحياء المحتشدة فوق سطحها... إن هذا ما ينفيه العلم نفسه، وما تشهد بغيره سفينة الفضاء التى ركبها الرائد الروسى. إننا نسأل مع الطيار الروسى: من الذى يستبقى الأرض، وجميع الكواكب القريبة والبعيدة فى مداراتها الرحبة، تسبح دون إعياء، ودون اضطراب فى فضاء الكون العظيم، ومن ينسق لها حركاتها، فلا تصطدم، ولا تنحرف!!: إننا لا نسأل نحن بل القرآن نفسه يسأل، (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم* سيقولون لله قل أفلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون) إن الإيمان ليس حالة تنشأ من ركود النشاط الفكرى، وتأثر العقل بالأوهام والخرافات، وإيمان من هذا القبيل لا وزن له. ولعلماء المسلمين كلام فى قيمة إيمان المقلد، لقد رفضه فريق منهم، ورأى أنه لا يفيد صاحبه! لماذا؟ لأن الله يقول:
Page 109