Jamic des épîtres
جامع الرسائل
Chercheur
د. محمد رشاد سالم
Maison d'édition
دار العطاء
Numéro d'édition
الأولى ١٤٢٢هـ
Année de publication
٢٠٠١م
Lieu d'édition
الرياض
بِالْعَذَابِ وَلم يقل بِالذنُوبِ كَأَنَّهُ وَالله أعلم ضمن ذَلِك معنى جذبانهم إِلَيْنَا لينيبوا وليتوبوا وَإِذا قَالَ فَأَخذهُم الله بِذُنُوبِهِمْ يكون قد أهلكهم فَأَخذهُم إِلَيْهِ بِالْهَلَاكِ وَبسط هَذَا لَهُ موضح آخر
الله يفعل الْخَيْر وَالْأَحْسَن
وَالْمَقْصُود هُنَا أَن كل مَا يَفْعَله الرب ويخلقه فوجوده خير من عَدمه وَهُوَ أَيْضا خير من غَيره أَي من مَوْجُود غَيره يقدر مَوْجُودا بدله فَكَمَا أَن وجوده خير من عَدمه فَهُوَ أَيْضا خير من مَوْجُود آخر يقدر مخلوقا بدله كَمَا ذكرنَا فِيمَا يَأْمر بِهِ أَن فعله خير من تَركه وَأَنه خير من أَفعَال غَيره يشْتَغل بهَا عَنهُ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى إِذا نُودي للصَّلَاة من يَوْم الْجُمُعَة فَاسْعَوْا إِلَى ذكر الله وذروا البيع ذَلِكُم خير لكم إِن كُنْتُم تعلمُونَ [سُورَة الْجُمُعَة ٩]
وَقَوْلنَا فعله خير من تَركه سَوَاء جعل التّرْك وجوديا أَو عدميا والرب تَعَالَى لَهُ الْمثل الْأَعْلَى وَهُوَ أَعلَى من غَيره وأحق بالمدح وَالثنَاء من كل مَا سواهُ وَأولى بِصِفَات الْكَمَال وَأبْعد عَن صِفَات النَّقْص فَمن الْمُمْتَنع أَن يكون الْمَخْلُوق متصفا بِكَمَال لَا نقص فِيهِ والرب لَا يَتَّصِف إِلَّا بالكمال الَّذِي لَا نقص فِيهِ وَإِذا كَانَ يَأْمر عَبده أَن يفعل الْأَحْسَن وَالْخَيْر فَيمْتَنع أَن لَا يفعل هُوَ إِلَّا مَا هُوَ الْأَحْسَن وَالْخَيْر فَإِن فعل الْأَحْسَن وَالْخَيْر مدح وَكَمَال لَا نقص فِيهِ فَهُوَ أَحَق بالمدح والكمال الَّذِي لَا نقص فِيهِ من غَيره
قَالَ تَعَالَى وكتبنا لَهُ فِي الألواح من كل شَيْء موعظة وتفصيلا لكل شَيْء فَخذهَا بِقُوَّة وَأمر قَوْمك يَأْخُذُوا بأحسنها سأريكم دَار الْفَاسِقين [سُورَة الْأَعْرَاف ١٤٥] وَقَالَ الَّذين يَسْتَمِعُون القَوْل فيتبعون أحْسنه [سُورَة الزمر ١٨] وَاتبعُوا أحسن
1 / 136