Le Grand Recueil
جمع الجوامع المعروف ب «الجامع الكبير»
Chercheur
مختار إبراهيم الهائج - عبد الحميد محمد ندا - حسن عيسى عبد الظاهر
Maison d'édition
الأزهر الشريف
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Lieu d'édition
القاهرة - جمهورية مصر العربية
Genres
الأزهر الشريف
جمع الجوامع
المعروف بـ «الجامع الكبير»
تأليف
الإمام جلال الدين السيوطي (٨٤٩ هـ - ٩١١ هـ)
[المجلد الأول]
Page inconnue
جَمْعُ الْجَوَامِعِ المعْرُوفُ بِـ «الجامِعِ الْكَبِيرِ»
[١]
1 / 3
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 5
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة الطبعة الثانية لكتاب (جمع الجوامع) المعروف بالجامع الكبير بقلم فضيلة الإِمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور/ محمَّد سيد طنطاوى
الحمد لله - الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله - والصلاة والسلام على رسوله الكريم ﷺ الذي بيَّن للناس ما نُزِّل إليهم - وعلى آله، وصحبه، نجوم الهدى، ومصابيح الرشاد .. وبعد،،،
فهذه هي الطبعة الثانية من كتاب (الجامع الكبير) للإمام (السيوطي)، وكان الجزء الأول - من طبعته الأولى - قد أخذ طريقه إلى القراء منذ خمسة وثلاثين عامًا حين شرع مجمع البحوث الإسلامية - بالأزهر حينذاك - في إخراج الكتاب، محققًا في أجزاء صغيرة، وبينما اقترب الكتاب من النهاية فقد لاحظنا نفاذ الأجزاء الأولى منه، فرأينا من واجبنا العمل على توفير الأجزاء الأولى؛ لتسير جنبًا إلى جنب مع ما يصدر تباعًا؛ لنوفر الكتاب لكل راغب في اقتنائه كاملًا، على أن تكون طبعته الثانية على غرار طبعته الأولى؛ ليستكمل من لديه نقصٌ في بعض أعداده، أو ليجد من يريد الكتاب كاملًا غايته.
وكتاب (جمع الجوامع) أو (الجامع الكبير) - كما يطلق عليه - يُعَدُّ موسوعة حديثية كبرى؛ حيث جمع فيه الإمام (السيوطي) قرابة مائة ألف حديث، جمعها من ثمانين كتابًا، وقَسَّم تلك الأحاديث إلى قسمين:
قسم الأحاديث القولية: وهي تقتصر على: ألفاظ النبي ﷺ، ولا تشتمل على حكاية موقف أو فعل، ولو ارتبط به لفظ للنبي ﷺ أو احتوى حوارًا بينه وبين أصحابه.
وقسم الأحاديث الفعلية وهي: تشمل كل ما احتوى غير اللفظ النبوي.
وقد رتب (السيوطي) كل قسم منها بطريقة تختلف عن القسم الآخر.
فالقسم الأول جاء مرتبًا حسب حروف المعجم؛ لأن الرجوع إلى الأحاديث على هذه الصورة يكون أسهل من البحث عن راويها، أو موضوعها.
وجاء القسم الثاني مرتبًا حسب الرواة، وهذا لاستحالة الترتيب الهجائى
1 / 7
فيها، فاختار (السيوطي) في هذا القسم ترتيب الأحاديث بحسب الراوى الأعلى - الصحابي أو التابعي - إذا كان الحديث مرسلًا أو مقطوعًا، ورتب الصحابة والتابعين على النحو الآتى:
بدأ بالرجال من الصحابة وهم الأعم الأغلب فرتبهم على حروف المعجم بأسمائهم بعد أن بدأ بالعشرة المبشرين بالجنة، وختم قسم الرجال بالمبهمات، وهم الرواة الذين لم تذكر أسماؤهم ورتبهم على أسماء تلامذته، ثم رتب النساء الراويات على حروف المعجم بأسمائهن ثم كُنَاهُنَّ، ثم المبهمات كما فعل في قسم الرجال.
وثنى بعد ذلك بالتابعين الذين رووا أحاديث مرسلة، فرتبهم على حروف المعجم في أسمائهم وكناهم، وهؤلاء قلة، وطريقة (السيوطي) أن يذكر الصحابي، ثم يذكر تحته ما له من أحاديث رواها عن النبي ﷺ، أو قالها هوِ، ثم يذكر من أخرج الحديث، بما يُشْعِر بدرجة الحديث.
ووضع السيوطي لأسماء المصادر رموزًا كالتي وضعها في الجامع الصغير، لكنه خالف تلك الرموز أحيانًا، فرمز (ق) في الجمع الكبير يشير إلى البيهقي، بينما يشير في الجامع الصغير إلى المتفق عليه، وهو ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وهناك عدد كبير من الرموز قد احتواها أحد الكتابين، ولا توجد في آخر، وأكثرها في الجامع الكبير.
ومن أهم مميزات هذا الكتاب أنه جمع عددًا وافرًا من الأحاديث التي يصعب الوصول إليها، مع قرب مأخذه وسهولة ترتيبه بما يناسب الباحث المعاصر، وهو نافع لجميع مستويات الدارسين من المشتغلين بعلوم الرواية وغيرهم.
وقد حظى الكتاب باهتمام عدد من العلماء وعنايتهم منذ عصر السيوطي حتى الآن فقد جمع المتقى الهندى (٩٧٥ هـ - ١٥٦٧ م) أحاديث الجامع الكبير مع أحاديث الجامع الصغير التي لم توجد في الجامع الكبير في كتابه كنز العمال
1 / 8
ورتبه ترتيبًا موضوعيًا، ويمثل الجامع الكبير النسبة العظمى من كنز العمال وكأنه إعادة ترتيب له.
ووضع عبد الرءوف المناوى (١٠٣١ هـ - ١٦٢٢ م) كتابه الجامع الأزهر من حديث النبي الأنور استدرك فيه بعض ما فات السيوطي من الأحاديث في الجامع الكبير وهو نحو ثلث الجامع الكبير، وذلك بعد أن شاع - بعد تأليف الجامع الكبير - أنه حوى السنة كلها فكان بعض العلماء يتسرع في رد الحديث إذا لم يجده فيه مما يدل على حفاوة العلماء بالكتاب.
وقد قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب بتصوير الجامع الكبير على مخطوطة دار الكتب المصرية واستكملت النسخة من مخطوطة أخرى مغربية وكانت هذه هي النشرة الكاملة المتاحة من الكتاب حتى الآن، وهي التي اعتمد عليها مجمع البحوث الإِسلامية بالأزهر عند تحقيقه للكتاب مع خمس نسخ مخطوطة في اطار من استجلاب النفع وخدمة السنة.
والله يوفقنا إلى طريق السداد ونهج الصواب.
د. محمد سيد طنطاوي
٢٤ من المحرم ١٤٢٦ هـ
٥ من مارس ٢٠٠٥ م
1 / 9
تقديم لفضيلة الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار الأمين العام لمجمع البحوث الإِسلامية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فالجامع الكبير للإمام الحافظ المحدث عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ﵀، ورضى عنه، وجزاه عن السنة المحمدية خير ما يجزى به العلماء المحققين المخلصين.
وهذا السفر الضخم يعد بحق نموذجا فريدًا في جمع السنة، واستيعاب معظم ما ورد من الأحاديث على اختلاف مراتبها، وتباين درجاتها، من الصحة والحسن، وغير ذلك من مراتب الحديث: كالضعيف، والغريب، والعزيز، والمرسل، والمنقطع، على صورة من الترتيب الميسر.
وقد حرص الإِمام السيوطي ﵁ وطيب ثراه على أن يجمع كل ما تصل إليه يده من أحاديث الرسول وسنته ﷺ جمعًا مرتبًا على قسمين:
الأول: قسم الأقوال، وهو مرتب على حسب حروف المعجم.
الثاني: قسم الأفعال، وهو مرتب على حسب المسانيد: مسانيد الرواة، وهذا العمل الجليل الذي قام به الإِمام السيوطي في عصره منذ خمسة قرون، يعد أكبر خدمة للسنة، ويعتبر إحياؤه إحياء لتراث إسلامى أصيل؛ لأنه خطوة مباركة تتبعها خطوات؛ ليتحقق إنجاز موسوعة السنة التي أوصى المؤتمر الثالث لمجمع البحوث الإِسلامية بعملها، وما كان لهذا العمل العظيم أن يتم إلا إذا سبق بجمع السنة واستيعابها من مصادرها الصحيحة وأصولها المعتمدة.
وقد كفانا الإِمام السيوطي مؤنة هذا العمل، وذلله لنا حتى نسير على نهجه
1 / 11
ونزيد عليه في عمل الموسوعة الحديثية كل ما نعثر عليه في مراجع الحديث وأصوله مما لم يصل إليه الإِمام السيوطي.
ومهما قيل من نقد للجامع الكبير، بأنه لم يسلم من الأحاديث الضعيفة والمتكلم فيها، فإن ذلك لا يقلل من أهميته، فهو عمل علمى جليل، قد أضاف إلى المكتبة الإِسلامية سفرا ضخما، وتراثا إسلاميًا أصيلًا، يجب الحفاظ عليه، والعمل على إحيائه، وتناوله بالبحث والتحقيق، والشرح والتعليق، على أن الإِمام السيوطي جزاه الله خيرا، لم يفته أن ينبه في جامعه الكبير إلى درجة كل حديث، وأن يعزوه إلى الأصل الذي نقله عنه، حتى ييسر على القارئ مهمة مراجعة الأحاديث في أصولها، وتتبعها في مصادرها، كما أنه ﵁ لم يدَّع أن جامعه قد برئ من الأحاديث الضعيفة والموضوعة إذْ لم يفته أن ينبه عليها غالبًا في أمانة العالم الثبت المحقق، وهذا المنهج العلمى الدقيق الذي التزمه الإِمام السيوطي في جامعه الكبير يرفع من قدره، ويؤكد الثقة في أمانته العلمية، ويهدم كل نقد يوجه إليه.
والإمام السيوطي قد أشار في مقدمة جامعه الكبير إلى أنه قد عنى فيه بجمع كل ما استطاع جمعه من السنة مرتبة أبجديًا، ومرتبة مسانيد، وهذا العمل جهد مشكور، ومحاولة محمودة، في سبيل حصر السنة، والإحاطة بها على اختلاف مراتبها، وتباين أسانيدها، وإذا كان الفضل يذكر لأهله، فلقد كان لسلفى في الأمانة العامة لمجمع البحوث الإِسلامية فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود فضل السبق في العمل الجاد على إخراج هذا الكنز الثمين، وإحياء ذلك التراث الخالد، الذي ظل خمسة قرون لم يكتب له النشر، وبقى محفوظًا في مخطوطات أثرية طوال هذه القرون.
وقد أولى فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود هذا المشروع ما يستحقه من رعاية وبذل في سبيل إخراجه وتحقيقه جهدًا مشكورًا، فكون لذلك لجنة من العلماء المتخصصين، لمراجعة النسخ الخمسة المخطوطة المصورة من النسخ الأصلية للجامع الكبير، ومقابلة هذه المخطوطات بعضها على بعض، حتى يتسنى إعداد نسخة مضبوطة صحيحة، تصلح للنشر، وقد زود اللجنة بجميع المراجع والأصول من كتب السنة، بل
1 / 12
أنشأ مكتبة خاصة بمجمع البحوث الإِسلامية لخدمة اللجان العلمية وتيسير مهمة الباحثين والخبراء، فشكر الله له جهده وأعظم مثوبته.
ولقد كان لزامًا على بعد أن أسند إلى أمر الأمانة العامة لمجمع البحوث الإِسلامية أن أبارك هذا العمل الجليل الذي بدأ به سلفى مشكورًا، وأن أدفع به إلى الأمام، وأن أشجع القائمين بأمر تحقيق الجامع الكبير، وأضع أمامهم ما يعينهم على أداء مهمتهم وييسر لهم سبيل إخراجه وتحقيقه على خير ما يرجو الغيورون على دين الله والحفاظ على شرعه، وسنة نبيه محمَّد ﷺ.
وها نحن الآن بعون الله تعالى وتوفيقه، نقوم بتقديم الجامع الكبير للقراء في أنحاء العالم الإسلامي وغيره بعد أن قامت اللجنة المختصة بأمر تحقيقه بإنجاز قدر كبير منه ونحن من جانبنا نَعِد أن نبذل بعون الله وحسن توفيقه كل جهد وطاقة في سبيل إنجاح هذا المشروع الجليل.
والله تعالى أسأل أن يوفقنا إلى خدمة دينه، والعمل على مرضاته، إنه نعم المولى وخير المستعان، ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.
دكتور
محمد عبد الرحمن بيصار
شوال سنة ١٣٩٠ هـ
ديسمبر سنة ١٩٧٠ م
1 / 13
تقديم اعدته لجنة تحقيق الجامع الكبير بمجمع البحوث الإِسلامية
نحمد الله، ونصلى على نبيه ومصطفاه، ونشكره سبحانه، اعترافًا بفضله على أن مَنَّ علينا بنعمة تحقيق هذا السفر الضخم الذي حاول فيه الإِمام عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي جمع كل الأحاديث النبوية الشريفة، وقد جمع منها قرابة مائة ألف حديث وسماه "جمع الجوامع" وقسمه إلى قسمين:
١ - قسم الأقوال - ورتبه على حسب حروف المعجم.
٢ - قسم الأفعال - ورتبه على حسب المسانيد "أسماء الصحابة".
ولجنة الجامع الكبير إذ تقدم للعالم الإسلامي، ولكل دارس وباحث من طلاب المعرفة هذا السفر الجليل، يسرها أن تعرف القارئ بما بذله الإِمام السيوطي من جهد مشكور، وما بذلته اللجنة من جهد متواضع لإخراج هذه الموسوعة الحديثية العظيمة.
لقد جمع الإِمام السيوطي كل ما عثر عليه من الأحاديث الشريفة في أعقاب فترة اتسمت بطابع الجمع والترتيب في مصر، بعد أن سبقتها مراحل جمع السنة من أفواه الرواة، ودراسة أحوالهم، وبيان ما يؤخذ عنهم من رواية.
كان ذلك نهاية القرن العاشر الهجري، حيث انتقلت بعدها النهضة العلمية في الحديث بخاصة إلى بلاد الهند.
وقد جرت عدة محاولات لخدمة هذه الموسوعة "جمع الجوامع".
أولاها: اختصار الإِمام السيوطي سنن الأقوال. في كتاب "الجامع الصغير" ويضم واحدًا وثلاثين وعشرة آلاف حديث، وقد تناوله العلماء بالشرح والتحقيق والتخريج.
وتحت يد اللجنة كتاب "فيض القدير" شرح الجامع الصغير للعلامة المناوى طبعة أولى سنة ١٣٥٦ هـ ١٩٣٨ م مرجعًا تفيد منه.
ثانيتها: زيادات أضافها الإِمام السيوطي إلى الجامع الصغير، وقد مزج العلامة
1 / 15
الشيخ يوسف النبهانى الجامع الصغير مع زياداته في كتاب أسماه "الفتح الكبير" في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير، وتحت يد اللجنة نسخة منه مطبوعة بمطبعة دار الكتب العربية الكبرى ترجع إليها.
ثالثتها: ترتيب هذا الكتاب "جمع الجوامع" على أبواب الفقه مع زيادات، وقد قام به الشيخ علاء الدين على المتقى سنة ٩٥٧ هـ في كتاب أسماه "كنز العمال" وتحت يد اللجنة نسخة منه طبعة دائرة المعارف النظامية حيدر أباد سنة ١٣١٢ هـ. للرجوع إليها.
ولم يطبع "جمع الجوامع" بصورته التي وضعها مؤلفه ﵀ قبل تلك المحاولة التي يقوم بها مجمع البحوث الإِسلامية، رجاء أن يكون خطوة أولى في سبيل إخراج الموسوعة الحديثية الكبرى، وقد وضع المجمع مشكورًا تحت يد اللجنة خمس مخطوطات مصورة لجمع الجوامع لأصول بدار الكتب الخديوية، ومكتبة الجامعة العربية والمكتبة الأحمدية بالجامع الأعظم بخطوط مختلفة، كما عثرت اللجنة على مخطوطة بمكتبة معهد دمياط الديني.
وإنصافًا للحقيقة تذكر اللجنة أنه لا توجد نسخة كاملة، وإن كانت هذه النسخ جميعها بحمد الله متكاملة، ويَسُر اللجنة أن تطمئن القارئ إلى أنها قد بذلت غاية الجهد في مقابلة الأصول بعضها مع بعض ومع "الجامع الصغير" و"الفتح الكبير" و"كنز العمال".
وعندما تشتبه عليها قراءة كلمة أو فهم معنى ترجع إلى الأصول الأولى من الكتب الستة، وغيرها من المراجع التي استقى منها المؤلف، كما ترجع في كثير من الأحيان عند تخريج بعض الأحاديث إلى: "مجمع الزوائد" للهيثمى و"نيل الأوطار" للشوكانى و"ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث" وغيره من كتب الأطراف" وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة" للإمام المحدث أبي الحسن علي بن محمَّد بن عراق الكنانى الشافعي المتوفى سنة ٩٦٣ هـ، واللآلى المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي، وكتاب "موضوعات على القارئ" وتنبه اللجنة إلى أنها قد بذلت غاية الجهد في تخريج كل حديث تكلم فيه بالوضع.
1 / 16
كما رجعت اللجنة في تحقيق الكلمات الغريبة وبيان معناها إلى المعاجم اللغوية وبخاصة كتابى "الفائق في غريب الحديث" للزمخشرى، و"النهاية" لابن الأثير، وتعد اللجنة بحوثًا وافية في الأحاديث المتشابهة، وهي التي تتعارض بظاهرها مع نصوص أخرى، أو مع الأوضاع العرفية أو العلمية؛ للتوفيق بينهما وبين ما يعارضها.
وقد راعت اللجنة عند الطبع ما يأتي:
أولًا: كتابة متن الحديث في أعلى الصفحة مرقمًا برقمين:
"عام" من أول الكتاب إلى نهايته.
"خاص" ويبدأ مع الحرف وينتهى بانتهائه.
ثانيًا: كتابة سند الحديث بعد متنه مباشرة، وراعت أن يبدأ من أول السطر.
ثالثًا: جعلت اللجنة لكل صفحة "هامشًا" نبهت فيه إلى:
١ - اختلاف النسخ.
٢ - شرح المفردات الغريبة.
٣ - درجة الأحاديث - ما أمكن -.
٤ - مكان الحديث في الجامع الصغير؛ ليسهل على راغب الزيادة في المعرفة الرجوع إلى شروحه بيسر.
٥ - استكمال الروايات.
٦ - ذكر الأحاديث الموجودة في الجامع الصغير، أو الفتح الكبير، وليست في جمع الجوامع.
وحرصًا من الأمانة العامة لمجمع البحوث الإِسلامية على تيسير اقتناء هذا السفر الضخم لكل طالب وراغب، رأت إخراجه في أعداد ضم الواحد منها خمسمائة حديث تقريبًا شهريًا إن شاء الله تعالى.
والله نسأل أن يوفق اللجنة إلى إتمام إخراج هذا السفر الجليل، كما نسأله التوفيق لكل من يحاول إضافة أي جهد علمى لما بذلناه - والله المستعان.
لجنة تحقيق الجامع الكبير
مختار ابراهيم الهائج
عبد الحميد محمد ندا
حسن عيسى عبد الظاهر
1 / 17
جمع الجوامع المعروف بالجامع الكبير تصدير لفضيلة الدكتور عبد الحليم محمود
الجامع الكبير للإمام السيوطي من الأعمال العلمية الشامخة، إنه من هذه الذرى والقمم التي يندر أن توجد.
لقد حاول الإِمام السيوطي أن يجمع جميع أحاديث الرسول ﷺ مرتبة:
أولًا: بحسب الحروف الأبجدية، ويكفى أن تعرف أول كلمة في الحديث الشريف ليسهل عليك الكشف عليه.
وحينما ييسر لك الكشف على الحديث، تتاح لك الفرصة لمعرفة ألفاظه في يقين، وتتاح لك الفرصة لمعرفة الكتاب الذي رواه.
وتتاح لك الفرصة لمعرفة درجته من الصحة أو الحسن أو الضعف.
وكل ذلك يتيحه هذا الكتاب الجليل في قسمه الذي رتبه بحسب الحروف الأبجدية، وهذا القسم وحده الذي ضم عشرات الآلاف من أحاديث رسول الله ﷺ يكاد يتضمن جميع أحاديث رسول الله ﷺ.
ومع ذلك فإن الإِمام السيوطي ﵁ وجزاه الله خير الجزاء على ما قدم من خير قد جعل القسم الثاني من الكتاب في الأحاديث الشريفة بحسب المسانيد في متناول الباحثين.
وبذلك أصبحت الأحاديث الشريفة في متناول الباحثين مرتبة أبجديًا، ومرتبة مسانيد.
* * *
والإمام السيوطي - بهذا العمل الجليل - قد أدى خدمة لجميع الباحثين من جميع الألوان والمستويات، لا يقدرها قدرها إلا من يعرف المعنى الصادق لهذا العمل الجليل،
1 / 19
من حيث تيسير البحث على هؤلاء الذين يسهرون أحيانًا ليالى ذوات العدد، في البحث عن حديث واحد، فلا يهتدون إليه.
وعلى هؤلاء الذين شكوا في حديث فلم يعرفوا درجته، وبحثوا عن درجته فلم يهتدوا إليها.
وعلى هؤلاء الذين أعجبوا بحديث ثم نسوا بعض ألفاظه، ولكنهم يتذكرون الكلمة الأولى منه، ويريدون أن يجددوا عهدهم به، وعلى ....
* * *
والإمام السيوطي لم يلتزم، ولم يعلن، ولم يقل، ولم يشر في هذا الكتاب السامى إلى أنه التزم الصحة أو التزم الحسن، وإنما أعلن أن عمله الذي قام به إنما هو جمع السنة مرتبة أبجديًا، ومرتبة مسانيد.
وهو من أجل ذلك قد برئ من كل نقد، وسلم من كل عتب، وبقى له بعد ذلك الشكر الخالص، والثناء الحميد، والدعاء أن يجعل الله قبره روضة من رياض الجنة إلى أن يلقى ربه سبحانه فيسعد برضوانه.
وخدمة السنة كما تكون بالتزام الصحة - كما في كتب الصحاح - تكون أيضًا بمحاولة حصرها وجمعها على اختلاف مستوى الأسانيد.
وكما أن ملتزم الصحة مشكور مأجور مثاب على عمله، فإن ملتزم الحصر والإحاطة مشكور مأجور مثاب على عمله.
* * *
وهذا العمل الذي قام به الإِمام السيوطي كنا مضطرين إلى القيام به نحن - مجمع البحوث - وذلك أن المؤتمر الثالث للمجمع أوصى بعمل موسوعة حديثية، وما كان يتأتى لنا أن نبدأ في عمل الموسوعة إلا إذا بدأنا بجمع الحديث الشريف وترتيبه أبجديًا، وكنا سنمكث في هذا العمل سنوات مع تكاتف الأيدى والعقول وعكوفها على الجمع
1 / 20
والترتيب، ومن الجائز جدًا أنه لو كان الأمر سار على هذا النسق فربما كانت درجة الإتقان فيه أقل من درجة الإتقان في الجامع الكبير.
ومن أجل ذلك نعود فندعو للإمام السيوطي أن ينور الله ضريحه، وأن يغمره برحمته فقد هيأ لنا - بعمله هذا - ثمرة ما كنا نحلم بها في تيسير عمل الموسوعة الحديثية.
ولا يفوتنى أن أقول: إن هذا الذي قدمته كان كله إجابة غير مباشرة على اتجاه يرى أنه كان لا بد من الاختيار في الأحاديث، وهذا اتجاه يرى أصحابه - مخلصين - أنه الأجدى والأنفع والأمثل، ونريد أن نجابه هذا الاتجاه في صراحة وفي وضوح فنقول:
١ - إننا لو حاولنا الاختيار لما تيسر عمل الموسوعة، وليس من شروط الموسوعة أن تكون خالية من الضعيف، بل الأمر بالعكس فإن من شرط الموسوعة أن تكون شاملة للصحيح، والحسن، والضعيف، ما دامت موسوعة.
٢ - ولو التزمنا الاختيار لما تيسر لنا إتمام شيء، وذلك أن العقول والطبائع والفطر متفاوتة مختلفة فما يروق لفلان لا يروق للآخر. ولو ألفنا لجنة للاختيار، وقامت بالاختيار بالفعل، ثم عرضنا عملها على لجنة أخرى لنقصت منه وزادت عليه، ولو عرضنا الأمر على لجنة ثالثة، لأنقصت من العمل الجديد، وزادت عليه وهكذا.
٣ - وأصحاب هذا الاتجاه لا يكتفون بصحة الإسناد، وإنما يريدون أن يحتكم إلى الصحة العقلية، وحينما يحتكم إنسان إلى الصحة العقلية سيجد اضطرابا، ويجد فوضى؛ لأن ما يقره عقل هذا، يرفضه عقل الآخر.
٤ - وإن من يطلب صحة الإسناد سيجدها مبينة في كتابنا هذا المبارك، ومن يطلب الصحة العقلية لا عليه أن يأخذ بما يراه من بين ثنايا هذا السفر المبارك، إن كل إنسان يجد فيه طلبته.
إن الجامع الصغير الآن - في مكتبة كل باحث - مرجع لا يستغنى عنه، يعرف ذلك كل من له صلة بعلم الحديث، وكل من يعالج مسائل الحديث في حياته.
1 / 21
ولكنه مرجع يثير في نفوس الباحثين التمنى! أن لو كان أوسع وأعم وأشمل. أي أنه يثير في نفوس الباحثين التمنى والأمل في وجود المرجع الوافى في هذا الباب.
والمرجع الكافي هو الجامع الكبير: أمل كل باحث، وطلبة كل مستبصر.
وما من شك في أن كثيرًا من الناس لا يتسم بصفة الباحث الأصيل، ولا يفهم المعنى الصحيح لكيفية البحث، أو تيسير البحث، أو شروط المراجع، فينتقد عمل الإمام السيوطي في كتاب الجامع الكبير، أو كتاب الجامع الصغير:
لأنه لم يلتزم الصحة في ما روى من أحاديث.
وهذا النقد ليس له دلالة، إلا ضيق الأفق عند الناقد. فإن الإِمام السيوطي أراد سجلا يجمع ما نشر بالفعل، لقد أراد سجلا يجمع شتات الموجود؛ حتى ييسر للباحثين النقد والتمحيص والتحقيق والبحث، إنه لم يخترع شيئًا لم يكن موجودا، وإنما جمع الموجود، وبين في الأغلب الأعم درجته، وبين في كل الأحوال مصدره.
ولقد عانت الأمة قديما، وإنها لتعانى حديثًا من ضيق الأفق، ومن سطحية التفكير التي يعلنها بعض الناس على أنها غيرة على الدين، ويتحمسون لها، على أنها تحمس لدين الله وهي لا تعدو أن تكون سطحية ساذجة، وضيق أفق لم يعرفه أسلافنا رضوان الله عليهم.
لقد اعتمد أسلافنا منهج الرواية أولًا:
ثم بينوا عن طريق هذا المنهج نفسه الصحيح، والحسن، والضعيف، والموضوع وكتبوا في كل ذلك، ولقد ساهم الإِمام السيوطي ﵁، بقسط وافر في هذا المجال وكتابه (اللآلئ المصنوعة) أشهر من أن نتحدث عنه، ولم يكتف أسلافنا ببيان الموضوع والضعيف والحسن والصحيح، وإنما اتخذوا قواعد عامة منها - مثلًا - أن القرآن الكريم، وعمل الرسول ﷺ، وعمل الصحابة، كل ذلك مهيمن كمقياس للصحة والبطلان.
1 / 22
وقواعد الدين العامة، وأصوله الصحيحة ومبادئه، بل وفروعه. إن كل ذلك واضح لدى المسلمين منذ:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [سورة المائدة الآية: ٣]
اعتمد أسلافنا منهج الرواية، والتزموه ونقدوا المنتقد منه، وأثبتوا ما ثبت، وزيفوا ما زاف وسجلوا كل ذلك: فحققوا بهذا ما هو جدير بهم من سعة الأفق، ومن هذه النهضة العلمية الأصيلة، وأبانوا أنهم أفهم الناس للروح العلمية الأصيلة، وآفاق البحث في أدق صوره. فجزاهم الله عن العلم وأهله خيرًا.
"والجامع الكبير" - من قبل كل ذلك ومن بعده - عمل علمى "أكاديمي" من الطراز الأول وهو - في ما نحن بصدده - أساس كان لا بد منه، وما كان يتأتى أن تكون موسوعة السنة دون هذا الأساس.
رحم الله الإمام السيوطي رحمة واسعة وأحاطه برضوانه،،،،
دكتور
عبد الحليم محمود
1 / 23
ترجمة الحافظ السيوطي لفضيلة العارف بالله الشيخ المحدث: محمد الحافظ التيجانى
هو الإِمام فخر المتأخرين، علم أعلام الدين، خاتمة الحفاظ أبو الفضل عبد الرحمن ابن أبي بكر بن محمَّد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين محمَّد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمَّد بن الشيخ همام الدين الهمام الخضيرى الأسيوطى. وجده الأعلى همام الدين كان من أهل الحقيقة ومن مشايخ الطريق. ونسبته بالخضيرى لا يعلم المترجم عن نفسه إلا أنها نسبة للخضيرية محلة ببغداد، وقد حدثه من يشق به أنه سمع والده - رحمه الله تعالى - يذكر أن جده الأعلى كان أعجميًا، أو من الشرق، فالظاهر أن النسبة إلى المحلة المذكورة. وقد ولد بعد المغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة، وتوفى والده وله من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر، وقد وصل في القراءة إذ ذاك إلى سورة التحريم (١). وتولى تربيته العلامة كمال الدين بن الهمام الحنفى صاحب فتح القدير، وختم القرآن العظيم وله من العمر دون ثمان سنين كما ذكر هو عن نفسه، ثم حفظ عمدة الأحكام، ومنهج النووى، والبيضاوى، وألفية ابن مالك، وعرض الثلاثة على مشايخ الإِسلام. العلم البلقيني، والشرف المناوى، والعز الحنبلي، وشيخ الشيوخ الأقصرائى وغيرهم وأجازوه، وحضر مجالس الجلال المحلى سنة كاملة يومين في الجمعة، وحضر مجلس زين الدين رضوان العقبى، وشرع في الاشتغال بالعلم من ابتداء ربيع الأول سنة أربع وستين وثمانمائة هـ من الكواكب السائرة وحسن المحاضرة. ثم أخذ الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ منهم: الشيخ شمس الدين محمَّد بن موسى السبرائى، الذي قرأ عليه صحيح مسلم إلا قليلا منه، والشفاء وألفية ابن مالك حلا، فما أتمها إلا وقد صنف وأجازه بالعربية، ثم قرأ عليه قطعة من التسهيل، وسمع عليه الكثير من ابن المصنف، والتوضيح، وشرح الشذور، وفي المغنى في أصول
_________
(١) الكواكب السائرة.
1 / 25
فقه الحنفية، وشرح العقائد للتفتازانى، وقرأ على الشيخ الإِمام الصالح شمس الدين محمَّد بن الشيخ سعد الدين بن سعد بن خليل المرزبانى الحنفى الكافية لابن الحاجب وشرحها للمصنف، ومقدمة إيساغوجى في المنطق وشرحها للكافى، وقطعة من كتاب سيبويه حلا، وسمع عليه من المتوسط والشافية وشرحها للجاربردى، ومن ألفية العراقي ولزمه حتى مات سنة سبع وستين وثمانمائة، وأخذ الفرائض والحساب عن العلامة فرضى زمانه الشيخ شهاب الدين أحمد بن علي الشارمساحى الذي كان يقال إنه بلغ السنن العالية وجاوز المائة، قرأ عليه في شرحه على المجموع.
وقد أجيز العلامة السيوطي بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين وثمانمائة في هذه السنة (أي في سن الخامسة عشرة) فكان أول شيء ألفه شرح الاستعاذة والبسملة، وأوقف عليه شيخ الإِسلام علم الدين صالح البلقيني فكتب عليه تقريظا، ثم لزم درسه في الفقه من شوال سنة خمس وستين وثمانمائة إلى أن مات، فلازم ولده؛ فقرأ عليه من أول التدريب لوالده السراج البلقيني إلى باب الوكالة، وسمع عليه من أول الحاوى الصغير إلى العدد، ومن أول المنهاج إلى الزكاة؛ ومن أول التنبيه إلى قريب من باب الزكاة، وقطعة من الروضة من باب القضاء، وقطعة من تكملة شرح المنهاج للزركشي، ومن إحياء الموات إلى الوصايا أو نحوها، وأجازه بالتدريس والإفتاء من سنة ست وسبعين وثمانمائة وحضر تصديره. فلما توفى سنة ثمان وسبعين وثمانمائة لزم شيخ الإِسلام شرف الدين المناوى فقرأ عليه قطعة من المنهاج، وسمعه عليه في التقسيم إلى مجالس معينة، وسمع دروسا من شرح البهجة للعراقى ومن حاشيته عليها، ومن تقسيم البيضاوى وغيره، ولزمه إلى أن مات، ولزم في الحديث والعربية الشيخ الإِمام العلامة تقى الدين الشمنى فواظبه أربع سنين من شوال سنة ثمان وستين وثمانمائة، وسمع عليه المطول والتوضيح والمغنى، وحاشية عليه، وشرح المقاصد للتفتازانى، وقرأ عليه من الحديث كثيرا، ومن علومه شرحه على نظم النخبة لوالده، وكتب له تقريظًا على شرح ألفية ابن مالك، وعلى جمع الجوامع في العربية تأليفه، وشهد له غيره مرة بالتقدم في العلوم بلسانه وبنانه ورجع إلى قوله مجردًا في حديث.
1 / 26
ولزم المترجم شيخه العلامة محى الدين محمَّد بن سليم الكافيجى أربع عشرة سنة، وكتب له إجازة عظيمة، بعد أن قرأ عليه شرح القواعد له وأشياء من مختصراته، وسمع عليه من الكشاف وحواشيه، والمغنى، وتوضيح صدر الشريعة، والتلويح للتفتازانى، وتفسير البيضاوى، وغير ذلك من فنون التفسير والأصول والعربية والمعانى وما عداها.
وحضر عند الشيخ العلامة محقق الديار المصرية سيف الدين الحنفى دروسًا عديدة في الكشاف، والتوضيح وحاشيته عليه، وتلخيص المفتاح والعضد، وقرأ على قاضى القضاة العز أحمد بن إبراهيم الكتانى قطعة من جمع الجوامع لابن السبكي، وقطعة من نظم مختصر ابن الحاجب وشرحه، وكلاهما من تأليفه، وقرأ في المبيعات على الشيخ مجد الدين إسماعيل بن السباع وعلى الشيخ عز الدين عبد العزيز بن محمَّد الميقاتى، وقرأ في الطب على محمَّد بن إبراهيم الودانى، قدم عليهم القاهرة من الروم، وحضر عند الشيخ نصر الدين بن أبي بكر بن شادى الحصكفى دروسًا كثيرة، وقرأ على الشيخ شمس الدين البابى دروسًا من المنهاج في كتب الخراج إلى باب الجزية، وشيئا من البهجة.
وشرع في التصنيف في سنة ست وستين وثمانمائة، وبلغت مؤلفاته إلى حين وضع كتاب حسن المحاضرة ثلاثمائة كتاب، واشتهرت مصنفاته وسافر إلى بلاد الشام والحجاز واليمن والهند والمغرب والتكرور.
وقد أفتى السيوطي في مستهل سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، وعقد إملاء الحديث من مستهل سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة، ورزق التبحر في سبعة علوم هي: التفسير والحديث، والفقه، والنحو، والمعانى، والبيان، والبديع على طريقة العرب والبلغاء، لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة. ودون هذه السبعة في المعرفة لدى العلامة السيوطي أصول الفقه، والجدل، والتصريف، ودونها الإنشاء، والترسل، والفرائض، ودونها القراءات، ودونها الطب.
1 / 27