ثم أنزلت: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ﴾ [البقرة: ١٩٣]، الآيات.
فلما أذن الله له في الحرب وبايعه الأنصار بالعقبة أمر رسول الله أصحابه بالخروج إلى المدينة مهاجرين، فخرجوا متهافتين وأقام النبي ﵊ بعدهم ينتظر أن يأذن الله في الهجرة، ولم يتخلف معه أحد من المهاجرين إلا من حُبس أو فُتن إلا أبو بكر وعلي فكلما [٣٢ ب] استأذن أبو بكر رسول الله قال: لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبًا، فرجا أن يكون أبو بكر هو، فابتاع راحلتين فأعدهما لذلك وكان رسول الله ﷺ لا يخطئه أن يأتي بيت أبي بكر طرفي النهار فلما كان يوم أذن الله له في الهجرة فأتى أبا بكر في الهجرة فلما رآه أبو بكر قال: ما جاء هذه الساعة إلا لأمر حدث، فلما دخل تأخر له عن سريره فجلس فأعلمه ﵊ أن الله أذن له في الهجرة، فقال أبو بكر: الصحبة يا ر سول الله، قال: الصحبة، فبكي أبو بكر فرحًا وأعلمه استعداده الراحلتين لذلك، فبعثاهما مع عبد الله بن [أرقط] يرعاهما ولم يعلم خبر الهجرة إلا أبو بكر وعلي، قال أبو بكر: وأمر عليًا أن يتخلف بعده