279

Le recueil des sciences et des sagesses

جامع العلوم والحكم

Enquêteur

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

Maison d'édition

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

Édition

الثانية

Année de publication

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

Lieu d'édition

القاهرة

إلى ما يمنع من إجابته؛ فذكر من الأسباب التي تقتضي إجابة الدعاء أربعة:
أحدهما: إطالة السفر.
والسفر بمجرده يقتضي إجابة الدعاء كما في حديث أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ قال:
"ثَلاثُ دَعَواتٍ مُستَجاباتٌ لا شَك فِيهنَّ: دَعْوَةُ المظلومِ، ودعْوةُ المُسَافِرِ، وَدَعوةُ الوَالدِ لِولَدِهِ".
خرجه أبو داود وابن ماجه والترمذي (^١).
وعنده: "دعوةُ الوالِدِ على وَلَده".
وروي مثله عن ابن مسعود ﵁ من قوله:
ومتى طال السفر، كان أقرب إلى إجابة الدعاء؛ لأنه مظنة حصول انكسار النفس بطول الغربة عن الأوطان.
وتَحمُّلُ المشاق والانكسارُ من أعظم أسباب إجابة الدعاء.
* * *
والثاني: حصول التبذل في اللباس والهيئة بالشعث والاغبرار.
وهو أيضًا من المقتضيات لإجابة الدعاء كما في الحديث المشهور عن النبي ﷺ: "رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ مَدْفُوعٍ بِالأبواب لَوْ أقسمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ" (^٢).

(^١) ابن ماجه في كتاب الدعاء: باب دعوة الوالد ودعوة المظلوم ٢/ ١٢٧٠ والترمذي في أبواب البر والصلة: باب ما جاء في دعوة الوالدين ٤/ ٣١٤، وفي الدعوات ٥/ ٥٠٢ وأبو داود في كتاب الصلاة: باب الدعاء بظهر الغيب ٢/ ١٨٧. وقد حسنه الترمذي في الموضع الثاني وهذا لفظ الترمذي بما أشار به ابن رجب. وفي ابن ماجه وأبي داود بنحو ما هنا.
(^٢) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب البر والصلة والآداب: باب فضل الضعفاء والخاملين ٤/ ٢٠٢٤ وفي كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء ٤/ ٢١٩١ وهذا أحد المواطن القليلة التي يكرر فيها مسلم رواية حديث في صحيحه.
ورواه ابن حبان في صحيحه: باب المعجزات ٨/ ١٣٩.
كلاهما من حديث أبي هريرة.
وأخرجه الترمذي في المناقب: باب مناقب البراء بن مالك ﵁ ٥/ ٦٩٢ - ٦٩٣ من حديث أنس بن مالك وعقب عليه بقوله: هذا حديث صحيح حسن ولفظه:
"كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك" والأشعث هو =

1 / 287