Le Recueil des Explications des Versets du Coran
جامع البيان في تفسير القرآن
فقد دل بقوله على المرأين إذ مضيا جميعا إن بكاءه الذي أراد أن يبكيه لم يرد أن يقصد به أحدهما دون الآخر بل أراد أن يبكيهما جميعا، فكذلك ذلك في قول الله جل ثناؤه. { أو كصيب من السمآء } لما كان معلوما أن «أو» دالة في ذلك على مثل الذي كانت تدل عليه الواو، ولو كانت مكانها كان سواء نطق فيه ب«أو» أو بالواو. وكذلك وجه حذف المثل من قوله: { أو كصيب } لما كان قوله:
كمثل الذي استوقد نارا
[البقرة: 17] دالا على أن معناه: كمثل صيب، حذف المثل واكتفى بدلالة ما مضى من الكلام في قوله:
كمثل الذي استوقد نارا
[البقرة: 17] على أن معناه : أو كمثل صيب، من إعادة ذكر المثل طلب الإيجاز والاختصار.
[2.20]
القول في تأويل قوله تعالى: { يكاد البرق يخطف أبصرهم كلما أضآء لهم مشوا فيه وإذآ أظلم عليهم قاموا }. قال أبو جعفر: فأما الظلمات فجمع، واحدها ظلمة وأما الرعد فإن أهل العلم اختلفوا فيه فقال بعضهم: هو ملك يزجر السحاب. ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن الحكم، عن مجاهد، قال: الرعد ملك يزجر السحاب بصوته. وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة عن الحكم عن مجاهد مثله. وحدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن ليث، عن مجاهد مثله. وحدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم قال: أنبأنا إسماعيل بن سالم عن أبي صالح، قال: الرعد ملك من الملائكة يسبح. وحدثني نصر ابن عبد الرحمن الأودي، قال: حدثنا محمد بن يعلى، عن أبي الخطاب البصري، عن شهر بن حوشب قال: الرعد: ملك موكل بالسحاب، يسوقه كما يسوق الحادي الإبل، يسبح كلما خالفت سحابة سحابة صاح بها، فإذا اشتد غضبه طارت النار من فيه، فهي الصواعق التي رأيتم. وحدثت عن المنجاب بن الحارث، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: الرعد: ملك من الملائكة اسمه الرعد، وهو الذي تسمعون صوته. حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عبد الملك بن حسين عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس، قال: الرعد: ملك يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير. وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا علي بن عاصم، عن ابن جريج، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: الرعد: اسم ملك، وصوته هذا تسبيحه، فإذا اشتد زجره السحاب اضطرب السحاب واحتك فتخرج الصواعق من بينه. حدثنا الحسن، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن موسى البزار، عن شهر بن حوشب عن ابن عباس، قال: الرعد: ملك يسوق السحاب بالتسبيح، كما يسوق الحادي الإبل بحدائه. حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن عباد وشبابة قالا: ثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، قال: الرعد: ملك يزجر السحاب. حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا عتاب بن زياد، عن عكرمة، قال: الرعد: ملك في السحاب يجمع السحاب كما يجمع الراعي الإبل. وحدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: الرعد: خلق من خلق الله جل وعز سامع مطيع لله جل وعز. حدثنا القاسم بن الحسن، قال: حدثنا الحسين بن داود، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة، قال: إن الرعد ملك يؤمر بازجاء السحاب فيؤلف بينه، فذلك الصوت تسبيحه.
وحدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاح، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال: الرعد: ملك. وحدثني المثنى، قال: حدثنا الحجاج بن المنهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن المغيرة بن سالم، عن أبيه أو غيره، أن علي بن أبي طالب قال: الرعد: ملك. حدثنا المثنى، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا موسى بن سالم أبو جهضم مولى ابن عباس، قال: كتب ابن عباس إلى أبي الخلد يسأله عن الرعد؟ فقال: الرعد: ملك. حدثنا المثنى، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا عمر بن الوليد السني، عن عكرمة، قال: الرعد: ملك يسوق السحاب كما يسوق الراعي الإبل. حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، قال: كان ابن عباس إذا سمع الرعد، قال: سبحان الذي سبحت له، قال: وكان يقول: إن الرعد: ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه. وقال آخرون: إن الرعد: ريح تختنق تحت السحاب، فتصاعد فيكون منه ذلك الصوت ذكر من قال ذلك: حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا بشر بن إسماعيل، عن أبي كثير، قال: كنت عند أبي الخلد، إذ جاءه رسول ابن عباس بكتاب إليه، فكتب إليه: كتبت تسألني عن الرعد، فالرعد: الريح. حدثني إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا عمران بن ميسرة، قال: حدثنا ابن إدريس عن الحسن بن الفرات، عن أبيه، قال: كتب ابن عباس إلى أبي الخلد يسأله عن الرعد، فقال: الرعد: ريح. قال أبو جعفر: فإن كان الرعد ما ذكره ابن عباس ومجاهد، فمعنى الآية: أو كصيب من السماء فيه ظلمات وصوت رعد لأن الرعد إن كان ملكا يسوق السحاب، فغير كائن في الصيب لأن الصيب إنما هو ما تحدر من صوب السحاب والرعد: إنما هو في جو السماء يسوق السحاب، على أنه لو كان فيه يمر لم يكن له صوت مسموع، فلم يكن هنالك رعب يرعب به أحد لأنه قد قيل: إن مع كل قطرة من قطر المطر ملكا، فلا يعدو الملك الذي اسمه الرعد لو كان مع الصيب إذا لم يكن مسموعا صوته أن يكون كبعض تلك الملائكة التي تنزل مع القطر إلى الأرض في أن لا رعب على أحد بكونه فيه. فقد علم إذ كان الأمر على ما وصفنا من قول ابن عباس إن معنى الآية: أو كمثل غيث تحدر من السماء فيه ظلمات وصوت رعد إن كان الرعد هو ما قاله ابن عباس، وأنه استغنى بدلالة ذكر الرعد باسمه على المراد في الكلام من ذكر صوته. وإن كان الرعد ما قاله أبو الخلد فلا شيء في قوله: «فيه ظلمات ورعد» متروك، لأن معنى الكلام حينئذ: فيه ظلمات ورعد الذي هو وما وصفنا صفته.
وأما البرق، فإن أهل العلم اختلفوا فيه فقال بعضهم بما: حدثنا مطر بن محمد الضبي، قال: حدثنا أبو عاصم ح وحدثني محمد بن بشار قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي ح وحدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قالوا جميعا: حدثنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن أشوع، عن ربيعة بن الأبيض، عن علي قال: البرق: مخاريق الملائكة. حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا عبد الملك بن الحسين، عن السدي عن أبي مالك، عن ابن عباس: البرق مخاريق بأيدي الملائكة يزجرون بها السحاب. وحدثني المثنى، قال: حدثنا الحجاج، قال: حدثنا حماد، عن المغيرة بن سالم، عن أبيه أو غيره أن علي بن أبي طالب قال: الرعد: الملك، والبرق: ضربه السحاب بمخراق من حديد. وقال آخرون: هو سوط من نور يزجر به الملك السحاب. حدثت عن المنجاب بن الحارث، قال: حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس بذلك. وقال آخرون: هو ماء. ذكر من قال ذلك: حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا بشر بن إسماعيل، عن أبي كثير، قال: كنت عند أبي الخلد إذ جاءه رسول ابن عباس بكتاب إليه، فكتب إليه: تسألني عن البرق، فالبرق: الماء. حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا عمران بن ميسرة، قال: حدثنا ابن إدريس، عن الحسن بن الفرات، عن أبيه، قال: كتب ابن عباس إلى أبي الخلد يسأله عن البرق، فقال: البرق: ماء. حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن عطاء، عن رجل من أهل البصرة من قرائهم، قال: كتب ابن عباس إلى أبي الخلد رجل من أهل هجر يسأله عن البرق، فكتب إليه: كتبت إلي تسألني عن البرق: وإنه من الماء. وقال آخرون: هو مصع ملك. حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد، قال: البرق: مصع ملك. حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا هشام، عن محمد بن مسلم الطائفي، قال: بلغني أن البرق ملك له أربعة أوجه: وجه إنسان، ووجه ثور، ووجه نسر، ووجه أسد، فإذا مصع بأجنحته فذلك البرق. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن وهب بن سليمان، عن شعيب الجبائي، قال: في كتاب الله الملائكة حملة العرش، لكل ملك منهم وجه إنسان، وثور، وأسد، فإذا حركوا أجنحتهم فهو البرق. وقال أمية بن أبي الصلت:
رجل وثور تحت رجل يمينه
Page inconnue