Le Recueil des Explications des Versets du Coran

al-Tabari d. 310 AH
172

Le Recueil des Explications des Versets du Coran

جامع البيان في تفسير القرآن

لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة

[البقرة: 55] فإنك قد كلمته فأرناه. فأخذتهم الصاعقة فماتوا، فقام موسى يبكي، ويدعو الله ويقول: رب ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيتهم وقد أهلكت خيارهم

رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهآء منآ

[الأعراف: 155] فأوحى الله إلى موسى إن هؤلاء السبعين ممن اتخذ العجل، فذلك حين يقول موسى:

إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشآء وتهدي من تشآء... إنا هدنآ إليك

[الأعراف: 155-156] وذلك قوله:

وإذ قلتم يموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصعقة

[البقرة: 55] ثم إن الله جل ثناؤه أحياهم، فقاموا وعاشوا رجلا رجلا ينظر بعضهم إلى بعض كيف يحيون، فقالوا: يا موسى أنت تدعو الله فلا تسأله شيئا إلا أعطاك، فادعه يجعلنا أنبياء فدعا الله تعالى، فجعلهم أنبياء، فذلك قوله: { ثم بعثنكم من بعد موتكم } ولكنه قدم حرفا وأخر حرفا. حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، قال لهم موسى لما رجع من عند ربه بالألواح، قد كتب فيها التوراة فوجدهم يعبدون العجل، فأمرهم بقتل أنفسهم، ففعلوا، فتاب الله عليهم، فقال: إن هذه الألواح فيها كتاب الله فيه أمره الذي أمركم به، ونهيه الذي نهاكم عنه.

فقالوا: ومن يأخذه بقولك أنت؟ لا والله حتى نرى الله جهرة، حتى يطلع الله علينا فيقول: هذا كتابي فخذوه فماله لا يكلمنا كما يكلمك أنت يا موسى؟ فيقول: هذا كتابي فخذوه؟ وقرأ قول الله تعالى:

لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة

Page inconnue