Jamharat al-Lugha

Ibn Durayd Azdi d. 321 AH
13

Jamharat al-Lugha

جمهرة اللغة

Chercheur

رمزي منير بعلبكي

Maison d'édition

دار العلم للملايين

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٩٨٧م

Lieu d'édition

بيروت

على ظهر اللِّسَان، وَالْقَاف والطاء شاخصتان إِلَى الْغَار الْأَعْلَى، فاستثقلوا أَن يَقع اللِّسَان عَلَيْهَا ثمَّ يرْتَفع إِلَى الطَّاء وَالْقَاف فأبدلوا السِّين صادا لِأَنَّهَا أقرب الْحُرُوف إِلَيْهَا لقرب الْمخْرج، ووجدوا الصَّاد أَشد ارتفاعا وَأقرب إِلَى الْقَاف والطاء، وَإِن كَانَ استعمالهم اللِّسَان فِي الصَّاد مَعَ الْقَاف أيسر من استعمالهم إِيَّاه مَعَ السِّين، فَمن ثمَّ قَالُوا: صقر، وَالْأَصْل السِّين، وَقَالُوا: قصط، وَإِنَّمَا هُوَ قسط. وَكَذَلِكَ إِن أدخلُوا بَين السِّين والطاء وَالْقَاف حرفا حاجزا أَو حرفين لم يكترثوا وتوهموا الْمُجَاورَة فِي الْبناء فأبدلوا، أَلا تراهم قَالُوا: صبط، وَقَالُوا فِي السَّبق: الصبق، وَقَالُوا فِي السويق: الصويق. وَكَذَلِكَ إِذا جَاوَرت الصَّاد الدَّال وَالصَّاد مُتَقَدّمَة، فَإِذا أسكنت الصَّاد ضعفت فيحولونها فِي بعض اللُّغَات زايا، فَإِذا تحركت ردوهَا إِلَى لَفظهَا مثل قَوْلهم: فلَان يزدق فِي قَوْله، فَإِذا قَالُوا: صدق قالوها بالصَّاد لتحركها، وَقد قرئَ: ﴿حَتَّى يزدر الرعاء﴾ بالزاي. فَمَا جَاءَك من الْحُرُوف فِي الْبناء مغيرا عَن لَفظه فَلَا يَخْلُو من أَن تكون علته دَاخِلَة فِي بعض مَا فسرت لَك من علل تقَارب المخارج. وَاعْلَم أَن الثلاثي أَكثر مَا يكون من الْأَبْنِيَة، فَمن الثلاثي مَا هُوَ فِي الْكتاب وَفِي السّمع على لفظ الثنائي وَهُوَ ثلاثي لِأَنَّهُ مَبْنِيّ على ثَلَاثَة أحرف: أوسطه سَاكن وعينه ولامه حرفان مثلان، فأدغموا السَّاكِن فِي المتحرك فَصَارَ حرفا ثقيلا، وكل حرف ثقيل فَهُوَ يقوم مقَام حرفين فِي وزن الشّعْر وَغَيره.

1 / 51