Jamhara Rasaa'il al-Arab fi Usur al-Arabiyyah
جمهرة رسائل العرب في عصور العربية
Maison d'édition
المكتبة العلمية
Lieu d'édition
بيروت - لبنان
Genres
إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين إلا من حارب فى الدين، على كل أناس حصّتهم من جانبهم الذى قبلهم، وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة، مع البرّ الحسن من أهل هذه الصحيفة، وأن البرّ دون الإثم، لا يكسب كاسب إلا على نفسه، وأن الله على أصدق ما فى هذه الصحيفة وأبرّه، وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم، وأنه من خرج آمن، ومن قعد آمن بالمدينة، إلا من ظلم أو أثم، وأن الله جار لمن برّ واتقى، ومحمد رسول الله (١)».
(سيرة ابن هشام ١: ٣٠١)
٢ - كتاب الصلح بينه ﷺ وبين قريش عام الحديبية
ولما صدّت قريش رسول الله ﷺ عن زيارة البيت الحرام عام الحديبية (٢) - سنة ستّ للهجرة- وكان بينه وبينهم ما كان (٣)، بعثوا إليه سهيل بن عمرو فى طلب الصلح، فدعا ﷺ علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه فقال: اكتب: «بسم الله الرحمن الرحيم» فقال سهيل: لا أعرف هذا (٤)، ولكن
_________
(١) وجاء فى الروض الأنف للسهيلى شرح السيرة النبوية لابن هشام: «وقال أبو عبيد فى كتاب الأموال: إنما كتب رسول الله ﷺ هذا الكتاب قبل أن تفرض الجزية، وإذ كان الإسلام ضعيفا، قال: وكان لليهود إذ ذاك نصيب فى المغنم إذا قاتلوا مع المسلمين كما شرط عليهم فى هذا الكتاب النفقة معهم فى الحروب».
(٢) الحديبية: بئر بقرب مكة على طريق جدة، ثم أطلق على الموضع، وكان ﵊ قد نزل بها حين قصد إلى مكة لزيارة البيت سنة ست هجرية.
(٣) بعث ﷺ عثمان بن عفان رضى الله عنه إلى قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وإنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش، فبلغهم ما أرسل به، فقالوا له: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به. فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله ﷺ، فاحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول الله والمسلمين أن عثمان قد قتل.
فقال ﵊: لا نبرح حتى نناجز القوم، ودعا الناس إلى البيعة على قتال قريش، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة. وذلك قوله تعالى: «لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ» ولما علمت قريش بهذه البيعة خافوا وجنحوا إلى الصلح.
(٤) وفى صحيح البخارى: «أما الرحمن فو الله ما أدرى ما هى؟».
1 / 35